الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 - حديث امرأتي لا تمنع يد لامس
.
نص الشبهة:
في الآية {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (النور: 3).
وفي الحديث: عن ابن عباس، وفيه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن امرأتي لا تمنع يد لامسٍ قال: "غَرِّبْها"، قال: أخاف أن تتبعها نفسي، قال:"فاستمتع بها".
فالآية الكريمة تدل على أن الزاني من المؤمنين لا ينكح إلا زانيةً أو مشركةً، وكذا الزانية بينما ظاهر الحديث يدل على أنه يجوز للرجل أن يستمر على نكاح من زنت وهي تحته، ويدل أيضًا على أن هذه المرأة لا تمتنع ممن يطلب منها الفاحشة.
الرد على هذه الشبهة من وجوهٍ:
الوجه الأول: تخريج الحديث، وبيان درجته
.
الوجه الثاني: الفهم الصحيح للحديث على تقدير ثبوته.
الوجه الثالث: سبب نزول الآية.
الوجه الرابع: تفسير الآية.
الوجه الخامس: توجيهات العلماء وتوفيقهم بين الحديث والآية.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: تخريج الحديث، وبيان درجته.
حديث ابن عباس، وفيه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن امرأتي لا تمنع يد لامسٍ قال: "غَرِّبْها"، قال: أخاف أن تتبعها نفسي، قال:"فاستمتع بها".
وفي روايةٍ عن ابن عباس أيضًا: جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عندي امرأةً هي من أحب الناس إليَّ، وهي لا تمنع يد لامس، قال:"طلقها"، قال: لا أصبر عنها، قال:"استمتع بها"(1)
(1) إسناده صحيح وأعل بالإرسال أخرجه النسائي في الكبرى (5658)، والصغرى (6/ 170)، وأبو داود (2049)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 154)، وفي معرفة السنن والآثار (13767) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس، أخرجه ابن أبي شيبة (16593)، والنسائي في الكبرى (5340) والصغرى (6/ 67)، والبيهقي (7/ 154) كلهم من طرق عن حماد ابن سلمة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي، عن ابن عباس مرفوعًا به.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق، فقد أجمع جمهور الأئمة على تضعيفه، انظر تهذيب الكمال (18/ 265: 261)، وتهذيب التهذيب (5/ 279)، وسير أعلام النبلاء (6/ 83).
وقد خولف، خالفه هارون بن رئاب فأخرجه مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق عن معمر بن راشد (12365)، والنسائي في الكبرى (5340)، والصغرى (6/ 67)، والبيهقي (7/ 154) عن حماد بن سلمة، وأخرجه الشافعي في المسند (1/ 289)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة (2382)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (13766) ثلاثتهم (معمر، وحماد، وسفيان بن عيينة) عن هارون بن رئاب الأسدي عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي مرسلًا.
قال النسائي في الكبرى له (3/ 270 - 271): هذا الحديث ليس بثابت، وعبد الكريم ليس بالقوي، وهارون بن رئاب أثبت منه وقد أرسل الحديث، وهارون ثقة، وحديثه أولى بالصواب، من حديث عبد الكريم.
وأخرجه عبد الرزاق (12366) عن الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن رجل، عن هشام مولى رسول اللَّه عز وجل وهو ضعيف لجهالة الرجل.
وأخرجه البيهقي 7/ 155، وابن قانع في معجم الصحابة (1171)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6580)، والاستيعاب (2717) عن الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي الزبير، عن هشام مولى لبني هاشم، وهشام لم يرد له ذكر سوى في هذا الحديث، وأيضًا فيه أبو الزبير وقد عنعن وهو مدلس.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 272) من طريق أبي الزبير مرسلًا.
وللحديث طرق أخرى، راجع البدر المنير لابن الملقن 8/ 177، وقد صححه هناك. =