الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، ومداراة النساء
[1533]
عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدُّنيَا مَتَاعٌ، وَخَيرُ مَتَاعِ الدُّنيَا المَرأَةُ الصَّالِحَةُ.
رواه مسلم (1467)، والنسائي (6/ 69).
[1534]
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ المَرأَةَ خُلِقَت مِن ضِلَعٍ، لَن تَستَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِن استَمتَعتَ بِهَا استَمتَعتَ وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِن ذَهَبتَ تُقِيمُهَا كَسَرتَهَا وَكَسرُهَا طلاقهَا.
رواه البخاري (5184)، ومسلم (1468)، والترمذي (1188).
ــ
(33)
ومن باب: خير متاع الدنيا المرأة الصالحة
(قوله: الدُّنيا متاع) أي: شيء يتمتع به حينًا ما، كما قال تعالى:{قُل مَتَاعُ الدُّنيَا قَلِيلٌ}
و(المرأة الصَّالحة): هي الصالحة في دينها، ونفسها. والمُصلِحَةُ لحال زوجها. وهذا كما قال في الحديث الآخر:(ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ ) قالوا: بلى. قال: (المرأة الصالحة؛ التي إذا نظر إليها سرّته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته)(1).
و(قوله: إن المرأة خلقت من ضلع) هذا يؤيد ما ينقله المفسِّرون: أن
(1) رواه أبو داود (1664).
[1535]
وعَنه: عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمرًا فَليَتَكَلَّم بِخَيرٍ أَو يَسكُت، وَاستَوصُوا بِالنِّسَاءِ خيرا، فَإِنَّ المَرأَةَ خُلِقَت مِن ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعوَجَ شَيءٍ فِي الضِّلَعِ أَعلَاهُ إِن ذَهَبتَ تُقِيمُهُ كَسَرتَهُ، وَإِن تَرَكتَهُ لَم يَزَل أَعوَجَ استَوصُوا بِالنِّسَاءِ خَيرًا.
رواه مسلم (1468)(60).
[1536]
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَفرَك مُؤمِنٌ مُؤمِنَةً، إِن كَرِهَ مِنهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنهَا آخَرَ أَو قَالَ غَيرَهُ.
رواه مسلم (1469).
ــ
حواء خلقت من آخر أضلاع آدم عليهما السلام، وهي: القصيرى - مقصورً-. ومعنى (خلقت) أي: أخرجت كما تخرج النخلة من النَّواة. ويحتمل أن يكون هذا قصد به المثل. فيكون معنى (من ضلع) أي: من مثل ضلع. فهي كالضلع. ويشهد له قوله: (لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمعت بها؛ استمتعت وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكَسرُهَا طلاقها).
و(عَوَج) - بالفتح -: في الأجسام المحسوسة. و (عِوَج) - بالكسر-: في المعاني.
و(قوله: واستوصوا بالنساء خيرًا) أي: اقبلوا وصيتي فيهن، واعملوا بها، فاصبروا عليهن، وارفقوا بهنَّ، وأحسنوا إليهنَّ.
و(قوله: لا يَفرك مؤمن مؤمنة) أي: لا يبغضها بغضًا كليًّا يحمله على فراقها؛ أي: لا ينبغي له ذلك، بل يغفر سيئتها لحسنها، ويتغاضى عما يكره لِمَا يحب. وأصل الفرك إنما يقال في النساء. يقال: فركت المرأةُ زَوجَها تفركه. وأبغض الرَّجلُ امرأته. وقد استعمل الفرك في الرَّجل قليلًا، وتجوزا. ومنه ما في هذا الحديث.
[1537]
وعَنه قال: قال رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَولَا حَوَّاءُ لَم تَخُن أُنثَى زَوجَهَا الدَّهرَ ولَولَا بَنُو إِسرَائِيلَ لَم يَخبُث الطَّعَامُ، وَلَم يَخنَز اللَّحمُ.
رواه البخاري (3330)، ومسلم (1470)(63).
* * *
ــ
و(قوله: لولا حواء لم تخن أنثى زوجها) يعني: أنها أمُّهُنَّ فأشبَهنَها بالولادة، ونزع العِرق؛ لما جرى في قصة الشجرة مع إبليس، فإنه أغواها من قَبلِ آدم، حتى أكلت من الشجرة، ثم إنها أتت آدمَ فزيَنت له ذلك، حتى حملته على أن أكل منها.
و(قوله: ولولا بنو إسرائيل لم يَخبُث الطعام ولم يَخنَز اللحم) يقال: خَنَزَ اللَّحم - بفتح النون في الماضي، وقد تُكسر - خَنَزًا وخُنُوزًا: إذا تغير. ومثله: خَزِنَ - بكسر الزاي - يَخزَنُ خَزنًا وخَزَنًا. قال طرفة:
نحن لا يَخزُنُ فينا لَحمُهَا
…
إنَّما يَخزَنُ لحمُ المُدَّخِر
ويروى: يَخنَزُ. ويعني به: أنه لما أنزل الله تعالى على بني إسرائيل المَنَّ والسلوى، كان المَنَّ يسقط عليهم في مجالسهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كسقوط الثلج، فيؤخذ منه بقدر ما يغني ذلك اليوم، إلا يوم الجمعة فيأخذون منه للجمعة والسبت، فإن تَعَدَّوا إلى أكثر من ذلك فسد ما ادخروا، ففسد عليهم، فكان ادخارهم فسادًا للأطعمة عليهم وعلى غيرهم، والله تعالى أعلم.
* * *