الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله، وأن من آثار هذا الجهل اتباع الشيطان في طرق الضلال، الموصلة إلى النار، فإذا تذكرنا محور السورة من البقرة وهو يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ عرفنا أنه لا تقوى إلا بعبادة، ولا عبادة إلا بمعرفة صحيحة لله، وعلم صحيح به جل جلاله، فمن لم يعرف أسماءه وصفاته وأفعاله ومن يعرف أن الأمر له، وأن له الحكم وأن له الطاعة، وأن شرعه واجب الاتباع، وأنه وحده الذي يخاف، ويستعان ويدعى، ويتوكل عليه، وغير ذلك مما هو من حقوقه جل جلاله، إن من لم يعرف الله حق المعرفة لا يعبده حق العبادة، وبالتالي فلا يتحقق بالتقوى، وبالتالي فإنه يكون متبعا للشيطان، وعلى هذا فما من نقص في التقوى إلا وسببه نقص في معرفة الله عز وجل.
الفوائد:
- ما المراد بزلزلة الساعة؟ هل المراد بها زلزلة حسية أو زلزلة نفسية بسبب موقف من مواقف الهول؟ وهل هذا قبل يوم القيامة أو في مشهد من مشاهد يوم القيامة وإذا كان في مشهد من مشاهد يوم القيامة فهل يكون في ذلك الموقف نساء حوامل ومرضعات، أو التقدير أنه لو كان هناك حوامل ومرضعات لحدث مثل هذا لهول الموقف؟ الخلاف بين المفسرين في هذا المقام كثير، والذي تقوم عليه الأدلة ما رجحه ابن جرير، وقد عرضه ابن كثير، وهو الذي نختاره:
قال ابن كثير: (وقال آخرون بل ذلك هول وفزع وزلزال وبلبال كائن يوم القيامة في العرصات بعد القيامة من القبور، واختار ذلك ابن جرير، واحتجوا بأحاديث:
الحديث الأول: روى الإمام أحمد عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره، وقد تقارب من أصحاب السير: رفع بهاتين الآيتين صوته يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي، وعرفوا أنه عند قول يقوله، فلما دنوا حوله قال:«أتدرون أي يوم ذاك؟ ذاك يوم ينادي آدم عليه السلام فيناديه ربه عز وجل فيقول يا آدم ابعث بعثك إلى النار، فيقول: يا رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة» قال: فأبلس أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة فلما رأى ذلك قال: «أبشروا واعملوا؛ فو الذي نفس محمد بيده إنكم
لمع خليقتين ما كانتا مع شئ قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من بني آدم وبنى إبليس» قال: فسرى عنهم ثم قال: «اعملوا وأبشروا؛ فو الذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو الرقمة في ذراع الدابة» .
الحديث الثاني: روى ابن أبي حاتم عن أنس قال: نزلت إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ وذكر يعني سياق الحسن عن عمران غير أنه قال: ومن هلك من كفرة الجن والإنس».
الحديث الثالث: روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فذكر نحوه، وقال فيه:«إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» ثم قال: «إني لأرجو أن تكون شطر أهل الجنة، ففرحوا وزاد أيضا:
الحديث الرابع: ذكر البخاري عند تفسير هذه الآية: عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ربنا وسعديك- فينادى بصوت- إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف- أراه قال:- تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
الحديث الخامس: روى الإمام أحمد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث يوم القيامة مناديا: يا آدم إن الله يأمرك أن تبعث بعثا من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: يا رب من هم؟ فيقال له: من كل مائة تسعة وتسعون» فقال رجل من القوم: من هذا الناجي منا بعد هذا يا رسول الله؟ قال: «هل تدرون؟ ما أنتم في الناس إلا كالشامة في صدر البعير»
الحديث السادس: روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم «إنكم تحشرون إلى الله يوم القيامة حفاة عراة غرلا» قالت عائشة: يا رسول الله