الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستمرة ففيما ذكره القرآن معجزة علمية من معجزاته الكثيرة.
3 -
وفي قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ إشارة إلى دوران الأرض إذ لما قال كُلٌّ والتي تشير إلى الجمع دل على أن السابحين أكثر من اثنين والليل والنهار ليسا جرمين، بل الأرض هي الجرم السابح الذى يشبه الشمس والقمر، فالسابحون في الآية ثلاثة: الشمس، والقمر والثالث محل الليل والنهار وهو الأرض، وبالتالي فالآية تشير إلى الدوران قبل أن تطرح نظرية الدوران طرحها العالمي المعروف، وفي ذلك معجزة أخرى من معجزات القرآن.
4 -
بمناسبة قوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ يذكر ابن كثير ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أنه قال: يا نبي الله إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي فأخبرنا عن كل شئ قال: «كل شئ خلق من ماء» .
وذكر ابن كثير ما أخرجه الإمام أحمد .... عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله اذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال:«كل شيء خلق من الماء» قال: قلت أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة قال: «أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام»
أقول: الذى ذكره الحديثان شئ آخر ليس له علاقة بموضوعنا؛ فالحدثان يشيران إلى قوله تعالى وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ وقد ذكرنا في سورة هود بعض معلومات عصرنا، إن الفارق بين العناصر المكونة لهذا الكون إنما هو في عدد البروتونات والألكترونات، وأبسط العناصر على الإطلاق هو عنصر الهدروجين الذي تتألف ذرته من اليكترون واحد وبروتون واحد، ومن المعلوم أن الهدروجين هو العنصر الأصيل في الماء، فلا تعجب أن يكون أصل هذا الكون هو الماء.
كلمة في السياق:
لفت الله نظر الكفار في الآيات الأربع الأخيرة إلى أصل السموات والأرض وأصل الحياة، وإلى ظاهرة العناية في خلق الجبال، وخلق الفجاج وإلى حفظ السماء من الشياطين، وإلى ظاهرة العناية في خلق الليل والنهار، وسباحة الشمس والقمر والأرض في هذا الفلك الكبير، وفي لفت النظر إلى هذا ما يخرجهم من الكفر إلى الإيمان لو عقلوا، ومن ثم قال في الآية الأولى أَفَلا يُؤْمِنُونَ كما أن في هذا ما يخرجهم من
الإعراض إلى الإقبال لو تفكروا، ومن ثم قال في الآية الثالثة وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ فالآيات هذه تعالج الإعراض، وتعالج الكفر، وفي ذلك مظهر من مظاهر صلة هذه الآيات بالسياق، وفي لفت النظر إلى هذا تعريف على الله وكمال قدرته وعظمته وفي ذلك رد لما زعموه في حق الله من الولد وتقرير لوجوب توحيده وعبادته، وهذا مظهر من مظاهر الصلة في السياق ومثقف هذا العصر يدرك أن ذكر هذه الآيات في هذا السياق هو أعظم رد على قولهم عن القرآن بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ إن كتابا يتحدث عن السماوات والأرض كما رأينا في الآيات الأربع لا يمكن أن يكون كما وصفوه، بل لا يمكن أن يكون إلا من عند الله، وإذن فهذه الآيات إذ تعرض مظهرا من مظاهر عظمة الله، ترد على من زعم أن لله ولدا وتذكر بوحدانيته وضرورة عبادته، وترد على ما زعمه الكافرون عن هذا القرآن، وتؤكد علم الله المحيط كما أنها توقظ من الغفلة، وتخرج من الإعراض، ولذلك صلة بما سبق من السورة.
وإذا تأملنا المجموعة الثالثة وهي التي استقرت على الآيات الأربع، وبحثنا عن صلتها بمحور سورة الأنبياء من سورة البقرة إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ فإننا نلاحظ أن أول آية في الآيات الأربع ختمت بقوله تعالى أَفَلا يُؤْمِنُونَ والآية الثالثة منها ختمت بقوله تعالى وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ فالآيات تقرر أن الكافرين في وضع من قيام الحجة عليهم لا يبقى معه مبرر لكفرهم، ومع ذلك فهم في وضع نفسي يبعدهم عن الإيمان لإعراضهم عن الآية وما تشير إليه وما تدل عليه.
***