الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحرزتم نصيبكم من الهدى فالضرر والنفع عائدان إليكم وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ أي إلا أن يبلغ فليس له نفع في قبولكم، وليس عليه ضرر في توليكم الْمُبِينُ أي الظاهر الواضح لكونه مقرونا بالآيات والمعجزات.
كلمة في السياق:
رأينا أن هذا المقطع قد سبق بقوله تعالى لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وقد ذكر الله عز وجل في آخر آية عرضناها: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا فدل على أن الصراط المستقيم هو الطاعة لله والرسول، وقد عرض الله علينا فيما مر ظاهرتين خاطئتين تتنافيان مع الطاعة والاهتداء وهما: رفض الاحتكام إلى الله والرسول، وادعاء الطاعة باللسان، والأمر على خلافه، وهذا يدلنا على أن الصراط المستقيم مظهره قبول الاحتكام إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم في كل شئ، والطاعة الكاملة في الظاهر والباطن، والآن تأتي بشارة لأهل الإيمان بالاستخلاف، ومجئ هذه البشارة في هذا المقام يشير إلى أن المنافقين ليس لهم في هذه البشارة نصيب، وإنما هي بشارة لمن دخل دخولا حقيقيا في الصراط المستقيم، أي هي بشارة لمن دخل في الإسلام كله، اعتقادا وعملا، وقام بحق التكليف الإلهي.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً وعدهم الله أن ينصر الإسلام على الكفر، ويورثهم الأرض، ويجعلهم خلفاء فيها كما فعل بمن حمل دينه من قبل، وأن يمكن الدين المرتضى وهو الإسلام- وتمكينه تثبيته وتوطيده- وأن يؤمن سربهم، ويزيل عنهم الخوف الذي كانوا عليه، وقد فعل جل جلاله، ونسأله سبحانه أن يفعل، فنحن الآن في غربة الإسلام، ونحن في خوف وضعف يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً يحتمل أن يكون المراد: أن هذا التمكين من أجل أن يعبدوا، ويمكن أن يكون المراد أن هذا التمكين يكون في حال كونهم عابدين وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ أي بعد هذا التمكين فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ أي هم الكاملون في فسقهم، حيث كفروا تلك النعمة الجسيمة، وجسروا على غمطها، وهي آية تدل على صحة الإسلام، وهي نعمة تستوجب الشكر لا الكفر.
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ قال النسفي: (معطوف على قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا