الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالعظيم تعظيما له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السموات والأرض ووصفه عرش بلقيس تعظيم له بالإضافة إلى عروش أبناء جنسها من الملوك وبهذا انتهى كلام الهدهد لسليمان وقبل أن نرى جواب سليمان عليه السلام فلنذكر بعض ال
فوائد:
فوائد:
1 -
قلنا إن في قوله تعالى: أَلَّا يَسْجُدُوا أكثر من قراءة وأكثر من تأويل.
وقد لخص النسفي ذلك بقوله:
أَلَّا يَسْجُدُوا بالتشديد أي فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا، فحذف الجار مع أن وأدغمت النون في اللام، ويجوز أن تكون لا مزيدة، ويكون المعني: فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا، وبالتخفيف يزيد وعلي إمامان من أئمة القراءات. وتقديره:
ألا يا هؤلاء اسجدوا، فألا للتنبيه، ويا حرف نداء، ومناداه محذوف، فمن شدد لم يقف إلا على (العرش العظيم) ومن خفف وقف على:(فهم لا يهتدون) ثم ابتدأ (ألا يسجدوا) أو وقف على [ألا] ابتدأ [اسجدوا]. وسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا بخلاف ما يقوله الزجاج: إنه لا يجب السجود مع التشديد لأن مواضع السجدة إما أمر بها، أو مدح للآتي بها، أو ذم لتاركها. وإحدى القراءتين أمر، والأخرى ذم للتارك.
2 -
بمناسبة كلام الهدهد لسليمان. قال ابن كثير: ولما كان الهدهد داعيا إلى الخير، وعبادة الله وحدة، والسجود له نهي عن قتله، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أربع من الدواب.
النملة والنحلة والهدهد والصرد». وإسناده صحيح. والصرد: طير ضخم: الرأس أبيض البطن أصفر الظهر يصطاد صغار الطير.
3 -
نلاحظ من فعل الهدهد وكلامه شدة إخلاصه لنظام الدولة، وشدة إخلاصه لسليمان، وحرصه على خدمة النظام، ومحاربته لأعدائه، وذلك أثر عن معرفة كل جندي من جند سليمان واجبه وقيامه به. وهكذا تكون الدولة النموذجية أن يقوم كل فرد فيها بخدمتها، بحيث يكون المردود العام هو حصيلة جميع مجهود الأمة.
…
قالَ أي سليمان سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أي في إخبارك هذا أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ أي في مقالتك، لتتخلص من الوعيد الذي أوعدتك، وفي ذلك درس جديد من دروس الحكم؛ أن يتثبت الحاكم من كل خبر يلقى إليه، سواء كان عن أوضاع خارجية أو داخلية.
ثم قال سليمان للهدهد: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا دل على أن سليمان قد كتب كتابا سنعرف صيغته فيما بعد فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ أي إلى بلقيس وقومها ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ أي ثم تنح عنهم إلى مكان قريب بحيث تراهم ولا يرونك ليكون ما يقولونه منك مسموعا فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ أي فانظر ما الذي يردونه من الجواب، وفي ذلك درس آخر من دروس الحكم، وهو أن تكون التعليمات واضحة للمكلف بمهمة، وأن تكون تصرفات العدو الخارجي معروفة من قبل الحاكم المسلم دون أن يشعر العدو
قالَتْ لقومها بعد إذ قام الهدهد بمهمته يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ أي حسن مضمونه وما فيه، أو مختوم، أو لأنه من عند ملك كريم،
ثم بينت مضمون الكتاب، واسم مرسله فقالت: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ أي لا تترفعوا علي ولا تتكبروا وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ أي مؤمنين أو منقادين. ومن معرفتنا لمضمون الكتاب ندرك أدبا من آداب الحكم وهو الاختصار في المراسلات الخارجية، مع الوضوح، ومن تلقي بلقيس الكتاب بمثل هذا الأدب، ندرك أننا أمام ملكة عاقلة، ومملكة عريقة، إذ لا يتأتى مثل هذا الأدب السياسي إلا باجتماع هذين، ومن فحوى رسالة سليمان عليه السلام ندرك أن الحاكم المسلم عليه أن يخضع من يستطيع إخضاعه لسلطان الله، كما ندرك من كلام الهدهد السابق، ومن تصرف سليمان، أن ملك سليمان ونفوذه امتد خارج حدود فلسطين امتدادا واسعا
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ الملأ: هم أشراف القوم وأولو الرأي فيهم أَفْتُونِي فِي أَمْرِي أي أشيروا علي في الأمر الذي نزل بي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً أي ما كنت فاصلة أو مقررة حكما حَتَّى تَشْهَدُونِ أي حتى تحضروني، أو حتى تشيروا علي، أو حتى تشهدوا أنه صواب، أي لا أبت الأمر إلا بمحضركم، وهذا يدل على أنها جمعت أولي الرأي من قومها بعد
وصول الرسالة، كما يدل على عراقة المملكة، إذ لها مجلس شوراها، ومن كلام بلقيس ندرك أنها تعتبر شوراهم ملزمة لها، وذلك دليل كذلك على تعقلها في الأمور
قالُوا مجيبين لها نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ أرادوا بالقوة قوة الأجساد والآلات، وبالبأس النجدة والبلاء في الحرب وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ أي موكول إليك، ونحن مطيعون لك فمرينا بأمرك، نطعك ولا