الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلاف حالكم وما أرضى منكم بشيء ولا أفرح به إلا بالإيمان وترك المجوسية).
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ أي ائت بلقيس وقومها والخطاب للرسول، أو للهدهد محملا كتابا آخر إليهم فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها أي لا طاقة لهم بها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أي من بلادهم سبإ أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ أي مهانون مدحورون. قال النسفي:(الذل: أن يذهب عنهم ما كانوا فيه من العز والملك. والصغار: أن يقعوا في أسر واستعباد) عندئذ قررت بلقيس الاستسلام.
فوائد:
1 -
يذكر المفسرون كلاما كثيرا حول الهدية ونوعها، واختبارات جعلتها فيها بلقيس، وقد ذكرها ابن كثير، ثم علق عليها بقوله:(وأكثره مأخوذ من الإسرائيليات. والظاهر أن سليمان عليه السلام لم ينظر إلى ما جاءوا به بالكلية ولا اعتنى به بل أعرض عنه).
2 -
إن رفض سليمان الهدية سببه- والله أعلم- أنها رشوة، وأنه أراد إعلامهم أنه ليس طالب دنيا، وإنما هو طالب نصرة دين.
3 -
نلاحظ أن سليمان قد ركز على نقطة الضعف التي أظهرتها بلقيس، وهي خوفها أن يجعل أعزة قومها أذلة. ومن ثم قال: وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ وكان في ذلك استسلامها، ومن ثم ندرك أهمية المعرفة الكاملة للخصم، وتأثير ذلك على إحراز النصر.
…
من السياق ندرك أن بلقيس استسلمت وسارت لتقديم الولاء وإعلان الاستسلام وقبل وصولها قال سليمان: قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ أي مستسلمين. قال النسفي: (أراد أن يريها بذلك بعض ما خصه الله تعالى به من إجراء العجائب على يده، مع اطلاعها على عظم قدرة الله تعالى، وعلى ما يشهد لنبوة سليمان، أو أراد أن يأخذه قبل أن تسلم لعلمه أنها إذا أسلمت لم يحل له أخذ مالها، وهذا بعيد عند أهل التحقيق، أو أراد أن يؤتى به فينكر ويغير ثم ينظر أتثبته أم تنكره اختبارا لعقلها.
قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ قال مجاهد: أي مارد من الجن أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ أي من مجلس حكمك وقضائك وَإِنِّي عَلَيْهِ أي على حمله والإتيان به لَقَوِيٌّ أَمِينٌ أي لقوي على حمله، أمين على ما فيه. قال ابن كثير:
(فقال سليمان عليه السلام: أريد أعجل من ذلك) من هذا يظهر أن سليمان أراد بإحضار هذا السرير، إظهار عظمة ما وهب الله له من الملك، وما سخر له من الجنود، وهو شئ لم يعطه أحد قبله، ولا يكون لأحد من بعده، وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها لأن هذا خارق عظيم أن يأتي بعرشها كما هو من بلادها قبل أن يقدموا عليه، مع أنها قد حجبته بالأغلاق والأقفال والحفظة
قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أكثر المفسرين على أنه آصف بن برخيا. قال ابن عباس: وهو آصف كاتب سليمان، وكذا روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان أنه آصف بن برخاء، وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم، وقال قتادة: وكان مؤمنا من الإنس واسمه آصف. والكتاب هو التوراة. ويبدو أنه كان يعرف الكثير من أسراره أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ أي ارفع بصرك، وانظر مدى بصرك مما تقدر عليه، فإنك لا يكل بصرك إلا والعرش حاضر عندك فَلَمَّا رَآهُ أي العرش مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ أي ثابتا لديه غير مضطرب قالَ هذا أي حصول مرادي وهو حضور العرش في مدة ارتداد الطرف مِنْ فَضْلِ رَبِّي علي وإحسانه إلي بلا استحقاق مني، بل هو فضل خال من العوض صاف من الغرض لِيَبْلُوَنِي أي ليمتحنني أَأَشْكُرُ إنعامه أَمْ أَكْفُرُ فلا أشكر، ثم قرر وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ لأنه يحط به عنها عبء الواجب، ويصونها عن سمة الكفران، ويستجلب به المزيد وتربط به النعمة. فالشكر قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المفقودة وَمَنْ كَفَرَ بترك الشكر على النعمة فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ عن الشكر كَرِيمٌ بالإنعام على من يكفر نعمه، وهكذا نلاحظ أن سليمان يجدد لله شكرا كلما أحدث الله له نعمة
قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها أي غيروا بعض صفاته نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ أي أتهتدي إلى معرفة عرشها، أو أتهتدي للجواب الصواب إذا سئلت عنه أم أنها لا تهتدي إلى ذلك، ويبدو أن سليمان عليه السلام أراد أن يختبر عقلها من ناحية، وأن يضعها في وضع نفسي يصل به إلى إسلامها
فَلَمَّا جاءَتْ أي بلقيس قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قال النسفي: لم يقل هذا عرشك، ولكن أمثل هذا عرشك، لئلا يكون تلقينا قال ابن كثير: (فكان فيها ثبات وعقل ولها لب ودهاء وحزم، فلم