الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الذكر الحكيم: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (1) .
أخطار السفر في هذا الزمن قليلة فتمتع بنعمته الكبيرة
أخي أنت خبير بأن السفر في هذه الأزمنة قد تلاشت صعابه وقلة أخطاره وأصبح الواحد يذهب براحة ويسر وأمان وهذه من نعم الله الكريم المنان على عباده في هذا الزمان {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} (2) ، فهذه الطائرة النفاثة تمخر أمواج الجو وتقطع المسافات الشاسعة في لحظات وساعات يسيرة وأنت على كرسيك في متعة وراحة.
جَلَّ شَأنُ اللَهِ هادي خَلقِهِ
…
بِهُدى العِلمِ وَنورِ العُلَماء
زَفَّ مِن آياتِهِ الكُبرى لَنا
…
طِلبَةً طالَ بِها عَهدُ الرَجاء
مَركَبٌ لَو سَلَفَ الدَهرُ بِهِ
…
كانَ إِحدى مُعجِزاتِ القُدَماء
نِصفُهُ طَيرٌ وَنِصفٌ بَشَرٌ
…
يا لَها إِحدى أَعاجيبِ القَضاء
رائِعٌ مُرتَفِعاً أَو واقِعاً
…
أَنفُسَ الشُجعانِ قَبلَ الجُبَناء
مُسرَجٌ في كُلِّ حينٍ مُلجَمٌ
…
كامِلُ العُدَّةِ مَرموقُ الرُواء
كَبِساطِ الريحِ في القُدرَةِ أَو
…
هُدهُدِ السيرَةِ في صِدقِ البَلاء
أَو كَحوتٍ يَرتَمي المَوجُ بِهِ
…
سابِحٌ بَينَ ظُهورٍ وَخَفاء
أَرسَلَتهُ الأَرضُ عَنها خَبَراً
…
طَنَّ في آذانِ سُكّانِ السَماء
(1) - سورة الملك الآية (15) .
(2)
- سورة غافر الآية (61) .
يا شَبابَ الغَدِ وَاِبنايَ الفِدى
…
لَكُمُ أَكرِم وَأَعزِز بِالفِداء
هَل يَمُدُّ اللَهُ لِيَ العَيشَ عَسى
…
أَن أَراكُم في الفَريقِ السُعَداء
أُمَّةٌ لِلخُلدِ ما تَبني إِذا
…
ما بَنى الناسُ جَميعاً لِلعَفاء
عَصرُكُم حُرٌّ وَمُستَقبَلُكُم
…
في يَمينِ اللَهِ خَيرِ الأُمَناء
لا تَقولوا حَطَّنا الدَهرُ فَما
…
هُوَ إِلاّ مِن خَيالِ الشُعَراء
هَل عَلِمتُم أُمَّةً في جَهلِها
…
ظَهَرَت في المَجدِ حَسناءَ الرِداء
فَخُذوا العِلمَ عَلى أَعلامِهِ
…
وَاِطلُبوا الحِكمَةَ عِندَ الحُكَماء
وَاِقرَأوا تاريخَكُم وَاِحتَفِظوا
…
بِفَصيحٍ جاءَكُم مِن فُصَحاء
وَاِحكُموا الدُنيا بِسُلطانٍ فَما
…
خُلِقَت نَضرَتُها لِلضُعَفاء
وَاِطلُبوا المَجدَ عَلى الأَرضِ فَإِن
…
هِيَ ضاقَت فَاِطلُبوهُ في السَماء (1)
فالمسافر والسائح يتمتع بركوب الطائرات والقاطرات والسيارات في أسفاره ويستمتع بالركوب على ظهر السفن والبواخر التي تجوب البحار وتحمل الأثقال، فبصناعة الطائرات وتلك السيارات والبواخر والقاطرات تقاربت البلدان وأصبح في مقدور الإنسان الاستمتاع بهذه النعمة وحث الهمم وتشجيعها على صناعة الطائرات والتسابق إلى الإبداع في تلك الصناعات التي بها قوام الدين والدنيا، ويقود إلى تدبر الآيات البينات والتفكر في جميع المخلوقات والعمل على تصنيع الطائرات والقاطرات والسيارات
…
إلخ وقد جاء في الذكر الحكيم إخباراً عن ما هدى الله إليه
(1) - ديوان احمد شوقي.
عبده ونبيه داود الحكيم: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} (1) ولا تزال صناعة الحديد تشكل أساساً في صناعة آلة الحرب منذ علَّم الله داود عليه السلام صناعة الدروع حتى يومنا هذا، قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (2) ، ومن الحديد تصنع معظم الأسلحة الخفيفة والثقيلة من البندقية إلى المدفع إلى الصاروخ إلى السيارات ويدخل الحديد في صناعة القاطرات وناقلات الجند والدبابات والطائرات، وللحديد في مجال التصنيع العسكري والمدني منافع أكثر من أن تحصى، ولقد كان فيما تفضل الله به وأنعم على داود عليه السلام آية ومعجزة عظيمة ترشد إلى الثناء على الله سبحانه وتعالى وتوقظ الهمم في مجال التصنيع، ولهذا فإن الحق سبحانه وتعالى بعد أن ذكر ما أنعم الله به على داود عليه السلام أرشد إلى الشكر وعمل الصالحات فقال جل شأنه:{وَاعْمَلُوا صَالِحاً} ويشمل الصلاح المأمور به صلاح الأعمال والأفعال من العبادات والصناعات لأن ذلك أدعى لدوام النعمة ونمائها.
وفي سورة سبأ: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} (3) أي: جعلناه ليناً أو وفقناه لإلانته بواسطة الصهر، وإلانة الحديد بغير تليين ومعالجة معجزة ظاهرة واضحة،
(1) - سورة الأنبياء (80) .
(2)
- سورة الحديد الآية (25) .
(3)
- الآية (10) .