الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التبرع بالمعروف قبل السؤال، والأطعام في الحل، والرأفة بالسائل مع بذل النائل. قال الشاعر:
سابذل مالي كلما جاء طالب
…
واجعله وقفاً على القرض والفرضِ
فاما كريماً صنت بالجود عرضه
…
واما لئيماً صنت عن لؤمه عرضي
قصة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم
كان الرسول عليه الصلاة والسلام اجود الناس واسخاهم وقد اتاه رجل فسأله فأعطاه غنما سدّت مابين جبلين فرجع الى قومه، وقال: اسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقه (1) . وما سئل شيئا قط فقال لا (2) . قال بكر بن النطاح:
كَريمٌ إِذا ما جِئتَ طالِبَ فَضلِهِ
…
حَباكَ بِما تَحوي عَلَيهِ أَنامِلُه
فَلَو لَم يَكُن في كَفِّهِ غَيرُ روحِهِ
…
لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَّهَ سائِلُه
وَما بعثت في العالَمينَ فَضيلَةٌ
…
مِنَ المَجدِ إِلّا مَجدُهُ وَفَضائِلُه
اللؤم ضد الكرم
يضاد الكرم اللؤم، فاللؤم صفة ذميمة، وخلة غير مستقيمة، واللئيم الدنيء الأصل، والشحيح النفس، والدنيء: الخسيس، فاحذر مجالسة اللئيم فالكرام لا يعاشرون اللئام قال الشاعر:
(1) - صحيح مسلم باب ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رقم (4275)
(2)
- صحيح البخاري باب حسن الخلق والسخاء حديث رقم (5574)
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُ
…
يُعدي كَما يُعدي الصَحيح الأَجرَبُ (1)
أما عبد الله فريج فهو يقول:
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيم فَاِنَّهُ
…
كَالقَحطِ في اِفعالِ خَير مُجدب
فالكريم لا يصاحب اللئيم خوفاً من اكتساب شيء من أخلاق اللئيم، لأن الكريم يترفع عن اللؤم قال الشاعر:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
…
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
…
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
…
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ (2)
أما أبو العتاهية فهو يرى أن من لم ينفع الناس ولم يأمنوا أذاه فهو لئيم وذلك حيث يقول:
وان امراً لم يربح الناس نفعه
…
ولم يأمنوا منه الأذى للئيم
وقال آخر:
لا تطلبن إلى لئيم حاجة
…
واقعد فانك قائماً كالقاعدي (3)
والكريم يعرف الحق، واللئيم ينكره، والكريم فعاله حسنة، واللئيم فعاله سمجة منتنة، والكريم يفي بالعهد والوعد، واللئيم يغدر ويفجر ويخون قال الشاعر:
ما بال قوم لئام ليس عندهم
…
عهد وليس لهم دين إذا ائتمنوا
ان يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً
…
مني وما سمعوا من صالح دفنوا
(1) - هو في ديوان صالح بن عبد القدوس، وأورده الدميري في حياة الحيوان الكبرى من غير أن ينسبه إليه.
(2)
- هذه الأبيات تنسب للسمؤال بن عدي.
(3)
- عيون الاخبار لابن قتيبه ج (3) ص (135) .