الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولَربَّما رَضِيَ العدوُّ إِذا رأى....منك الجميلَ فصار غيرَ معاندِ
ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي
…
أُوتِيتَها من طَارفٍ أو تالدِ
فاصْبِرْ على غَيظِ الحسودِ فنارُهُ
…
ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ
أوما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها
…
حتى تعودَ إِلى الرَّمادِ الهامدِ
تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ
…
ويذوبُ من كَمَدٍ فُؤادُ الحاسدِ (1)
الكرام من الناس تُحسد
الكرام تُحسد، والفضيلة بين اللئام تُجحد، فإن شئت أن تكون من أهل الفلاح فلا تحسد لتُرشد، وقد جاء في شعر عمر بن لجأ التيمي:
إِنَّ العَرانينَ تَلقاها مُحَسَّدَةً
…
وَلا تَرى لِلِئام الناسِ حُسّادا
كَم حاسِدٍ لَهمُ يَعيَ بِفَضلِهُمُ
…
ما نالَ مِثلَ مَساعيهِم وَلا كادا
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما من احد له نعمة الاوجدت له حاسدا، ولو كان المرء اقوم من القدح لوجدت له غامزا، وما ضرت كلمة لم يكن لها خواطب. وقال علي رضي الله عنه: لاراحة لحسود، ولا اخاء لملول، ولا محب لسيء الخلق.
…
أما الكميت بن زيد الأسدي فهو يقول:
إن يحسدوني فإني لا ألومهم
…
قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام بي وبهم مالي ومالهمُ
…
ودامَ أكثرُنا غيظاً بما يَجِدُ
أنا الذي يجِدوني في حلوقهِم
…
لا أرتقي صُعداً فيها ولا أردُ
وفي ديوان بشار بن برد:
إِن يَحسُدوني فَإِنّي غَيرُ لائِمِهِم
…
قَبلي مِنَ الناسِ أَهلُ الفَضلِ قَد حُسِدوا
(1) - ديوان الطغرائي ص135.
فَدامَ لي وَلَهُم ما بي وَما بِهِمُ....وَماتَ أَكثَرُنا غَيظاً بِما يَجِدُ
أما حبيب الطائي فهو يقول:
وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ
…
طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ
لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت
…
ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ (1)
وكان العرب يرون أن الرجل النبيل محسود، وأن من لا يحسد ولا يعادى لا يعتد به، قال الشاعر:
ولست بحي ولا ميت
…
إذا لم تعادَ ولم تحسدِ
وقال عروة ابن أذينة في وصف الحسدة والدعاء لهم:
لا يُبعِدُ اللَهُ حُسّادي وَزادَهُمُ
…
حَتّى يَموتوا بِداءٍ فِيَّ مَكنونِ
إِنّي رَأَيتُهُمُ في كُلِّ مَنزِلَةٍ
…
أَجَلَّ قَدراً مِن اللاّئي يُحِبّوني (2)
ورحم الله دعبل الخزاعي حيث يقول:
وَذي حَسَدٍ يَغتابُني حينَ لا يَرى
…
مَكاني وَيُثني صالِحاً حينَ أَسَمعُ
وَيَضحَكُ في وَجهي إِذا ما لَقيتُهُ
…
وَيَهمِزُني بِالغَيبِ سِرّاً وَيَلسَعُ (3)
أما عبد الرحيم البرعي فهو يقول:
ما زالَ يحسدني دَهري عَلى نعم
…
وَالحر ما عاشَ لا يَخلو عَن الحسد
ويقول الإمام الشوكاني:
فلَرُبّما نَشَرَ الإلَهُ فَضِيلَةً
…
لِلْمَرْءِ قَدْ جُهِلَتْ بِقَوْلِ الحُسَّدِ
(1) - زهر الأدب لأبي اسحاق القيرواني ج1ص202، والموسوعة الشعرية ص183، ونسب هذا البيت لأبي تمام.
(2)
- أمالي المرتضى ج1ص415.
(3)
- ديوان دعبل ص226.