الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة للحسن البصري رحمه الله
روي عن الحسن البصري قال: ان رجلا قال: ان فلانا اغتابك فبعث اليه طبقة من الرطب ، وقال: بلغني انك اهديت الي حسناتك، فأردت ان اكافئك عليها، فاعذرني، فإني لااقدر ان اكافئك بها على التمام (1) .
وفي الأمثال السائره: الغيبة جهد العاجز، ومن اغتاب خرق، ومن استغفر رقع (2) .
علاج الغيبة
لسانك حصانك، وخيرك يعلم من محبتك لاخوانك، فمن رضي لنفسه بالإساءة شهد على نفسه بالرداءة والدناءة، ومن زال معهود إحسانه استحال موجود إمكانه، ومن عف عن الريبة كف عن الغيبة، وإن من أعظم الفجائع إضاعة الصنائع، ومن حسن الصنيعة الكف عن الأذى والقطيعة، وقديماً قيل:"التوبة تسقط العقوبة، وإحسان النية يوجب المثوبة"، وإن من يتملق لك بذكر معائب الناس اليوم يقع في عرضك غداً.
قال الشاعر:
إِنَّ شَرَّ الناسِ مَن يَضحكُ لي
…
حينَ يَلقاني وَإِن غِبتُ شَتَم
وَكلامٍ سَيِّئٍ قَد وَقَرَت
…
عَنهُ أُذُنايَ وَما بي مِن صَمَم
وَلَبَعضُ الصَفحِ وَالإِعراضِ عَن
…
ذي الخَنا أَبقى وَإِن كانَ ظَلَم (3)
(1) - دليل السائلين ص 482
(2)
- معجم كنوز الأمثال ص 242
(3)
- وردت هذه الأبيات للمثقب العبدي، وورد البيت الأول أيضاً للمتلمس بلفظ:.... يكشر لي
إن علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه سلامة المسلمين من يده ولسانه، حسن معاملته لإخوانه، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري أنه قال:(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)(1) .
فحفظ اللسان إلا فيما ينفع من علامات الإيمان، فاللسان أملك شيء للإنسان، فإذا حفظ الإنسان لسانه وصان نطقه وكلامه عن اغتياب الناس نجا، وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي:(إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا)(2)، وجاء في كلام بعض الشعراء:
لِسانُ الفَتى نِصفٌ وَنِصفٌ فُؤادُهُ
…
فَلَم يَبقَ إِلا صورَةُ اللَحمِ وَالدَمِ
وفي الأمثال السائرة: "من أساء فعلى نفسه اعتدى، ومن طال تعديه كثرت أعاديه"، وقيل:"من ساء كلامه لم يأمن أبداً، ومن حسن كلامه لم يخف أحداً، ومن طال عدوانه زال سلطانه، ومن ظلم نفسه ظلم غيره، ومن أساء اجتلب البلاء، ومن أحسن اكتسب الثناء، وشر الأقوال ما أجلب الملام، وشر الآراء ما خالف الشريعة، وأقبح الكلام ما كان غيبة أو نميمة".
(1) - أخرجه البخاري في صحيحه باب أي الاسلام أفضل حديث (11) ، ومسلم في صحيحه باب تفاضل الإسلام وأي أموره حديث (41) .
(2)
- أخرجه الترمذي في سننه باب ما جاء في حفظ اللسان حديث (2407) .