الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحمد لله حمداً لا شريك له
…
من لم يقلها فنفسه ظلم (1)
الشكور الشاكر من أسماء الله الحسنى
الشكور هو الذي يدوم شكره ويعم كل مطيع وكل صغير من الطاعة أو كبير فضله وإحسانه، والشاكر قال الحليمي: معناه المادح لمن يطيعه والمثني عليه، والمثيب له بطاعته فضلاً من نعمته (2)، وقد جاء هذا الاسم في محكم التنزيل قال تعالى:{وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (3)، وقال تعالى:{وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (4) .
فالشاكر والشكور لا يضيع سعي العاملين لوجهه بل يضاعفه أضعافا مضاعفة، فان الله لا يضيع اجر من أحسن عملاً (5) ، ومع انه سبحانه هو الذي وفق المؤمنين لمرضاته، فانه شكرهم على ذلك وأعطاهم من كراماته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وكل هذا ليس حقاً واجباً عليه وإنما هو الذي اوجب على نفسه جوداً منه وكرما (6) ، واسمه سبحانه وتعالى الشكور، ورد في عداد الأسماء الحسنى ونطق به الذكر الحكيم، ولا خلاف في جواز إجرائه على العبد ان كان وصفاً منكراً، يدل
(1) - هذا البيت للنابغة الجعدي.
(2)
- البيهقي في الأسماء والصفات ص (91) ، والجامع لأسماء الله الحسنى ص (172) .
(3)
- سورة البقرة (158) .
(4)
- سورة التغابن (17) .
(5)
- شرح أسماء الله الحسنى للقحطاني ص (124) .
(6)
- الحق الواضح المبين ص (70) ، وشرح أسماء الله الحسنى للعلامة القحطاني ص (124) .
على ذلك قول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} (1)، وأما قوله تعالى:{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (2) ، فليس بوصف لواحد بعينه وإنما المراد الجنس (3) . وقد تكلم الناس في الحمد والشكر، هل هما بمعنى واحد أو هما بمعنيين، فذهب الطبري والمبرد إنهما بمعنى سوى.
والصحيح أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق أحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان، هذا قول علماء اللغة، فالله سبحانه يُحمد على ما وجب له من صفات الجلال الكمال ونزاهة ذاته المقدسة عن كل نقص، ويُشكر على ما أسداه من معروف، فالشكر مقابلة المنعم على فعله بثناء عليه، وقبول لنعمه واعتراف بها، فيكون شكوراً على هذا بمعنى مشكوراً، وقيل الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على سبيل الخضوع، وقيل ان حقيقة الشكر الاعتراف بالتقصير في الشكر للمنعم ولهذا قال تعالى:{اعملوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (4) ، أي طلباً للمزيد، فقال داود: الهي كيف أشكرك وشكري نعمة منك؟ فقال الآن عرفتني يا داود إذ عرفت ان الشكر مني نعمة (5) .
(1) - سورة الإسراء (3) .
(2)
- سورة سبأ (13) .
(3)
- الجامع لأسماء الله الحسنى ص (172) .
(4)
- سورة سبأ (13) .
(5)
- الجامع لسماء الله الحسنى ص (172) .