الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم أرَ مثل الرفق في لينه
…
اخرج للعذراء من خدرها
من يستعن بالرفق في أمره
…
يستخرج الحية من جُحرها (1)
وفي الأمثال السائرة: من لانت كلمته وجبت محبته وقيل: الكلمة الينة تخرج الحية من جحرها، والأناة نجاة قال الشاعر:
والرِفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ
…
فَتَأَنَّ في أَمرٍ تُلاقِ نَجاحا (2)
أما سابق البربري فهو يقول:
إِذا زَجَرتَ لَجُوجا زِدتَه عُلَقا
…
ولجَّتِ النَّفسُ منهُ في تَمَادِيها
فَعُد عليه إذا ما نَفسُه جَمَحت
…
باللينِ مِنكَ فإنَّ اللِّينَ يَثنيِها
الرفق يحبه الله
الرفق يحبه الله فكن رفيقاً بالناس تغنم وتسلم، وتظفر بما تحلم، وتبتعد عن الذم، وتتألف القلوب، وتكون عند الله وعند الناس محبوبا.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها، وترك العجلة والخفة فيها، إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن منع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شي من الأشياء على حسب الذي يحب إلا بمقارفة الرفق ومفارقة العجلة (3) .
(1) - سير أعلام النبلاء ج (12) ص (134) والموسوعة الشعرية ص (205) .
(2)
- هذا البيت ينسب إلى النابغة الذبياني وينسب أيضا إلى الإمام علي رضي الله عنه.
(3)
- روضه العقلاء ص (176) .
وما ذكره أبو حاتم صحيح خليق الأخذ به، ففي الحديث النبوي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ)(1) .
فمن تحلى بالرفق أقال العثرات، وأغضى عن الهفوات وفي الهدي النبوي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ)(2) أي أهل المروءة والصلاح، والعثرات هي الزلات.
فالمحظوظ من أخذ بالمنهاج السوي وتبع الهدي النبوي، واجتنب التعالي والخرق، ولم يظلم من الناس احداً، وابتعد عن التعالي والخرق، ففي الحديث النبوي الشريف:(لا يكون الخرق في شي إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق)(3)، وفي صحيح مسلم:(إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَاّ زَانَهُ وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَاّ شَانَهُ)(4) ، والعاقل يحب ما يحبه الله، ولا يرضى لنفسه إلا بما يرضى به الله، والرفق يمن، والعنف زلل وفشل.
قال الشاعر:
الرفق يمن سيلقى اليمن صاحبه
…
والخرق منه يكون العنف والزلل
والحزم أن يتأنى المرء فرصته
…
والكف عنها إذا ما أمكنت فشل
والبر لله خير الأمر عاقبة
…
والله للبر عون ماله مثل
(1) - صحيح البخاري باب الرفق في الأمر كله حديث (5678) .
(2)
- الأدب المفرد الجامع للآداب النبوية للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص (135) طبعة دار المعرفة بيروت 1424هـ2003م، وسنن أبي داود باب في الحدود حديث (4375) .
(3)
- الأدب المفرد ص (135) .
(4)
- صحيح مسلم باب فضل الرفق حديث (2594) .