الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباعث للهمم، فهو الذي يقيه الضعف والوهن ويبعث في نفسه النشاط على العمل الحسن، فالإسلام دين يدعو إلى العمل الصالح الأتم، وفي الذكر الحكيم:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (1) .
الباعث في أسماء الله الحسنى
اسم الله الباعث لم يرد في القرآن الكريم بصيغة الباعث ولكن بصيغة الفعل قال تعالى: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى} (2)، وقال:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ} (3)، وقال:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} (4)، وقال:{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} (5)، وجاء في سورة الحج:{وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} (6) .
وقد ورد في السنة: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)(7)، وقد روى الترمذي:(إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) وعد منها: (الباعث) .
(1) - سورة الجمعة الآية (2) .
(2)
- سورة الأنعام الآية (60) .
(3)
- سورة الجمعة الآية (2) .
(4)
- سورة النحل الآية (36) .
(5)
- سورة الكهف الآية (12) .
(6)
- سورة الحج الآية (7) .
(7)
- صحيح البخاري باب ان لله مائة اسم إلا واحداً حديث (6957) .
فوجب على المكلف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى الباعث، باعث الموتى ومنشؤهم وخالقهم ومعيدهم، فهو سبحانه الباعث للأموات، والباعث للأرواح والأجساد والرسل والخواطر.
وقال الرازي: والباعث في صفة الله تعالى يحتمل وجوهاً:
الأول: أنه تعالى باعث الخلق يوم القيامة، كما قال سبحانه:{وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} .
والثاني: أنه تعالى باعث الرسل إلى الخلق: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} .
والثالث: أنه تعالى يبعث عباده عند العجز بالمعونة والإغاثة وعند الذنب بقبول التوبة. (1)
فلهذا الاسم معاني كثيرة منها: أن الله باعث الخلق يوم القيامة، ومنها: أن الله جل شأنه باعث الرسل، ومنها: أنه باعث عباده عند العجز بالمعونة.
وقال الدكتور محمد النابلسي: إن الله يبعث عباده على الأفعال المخصوصة إما تحقيقاً لاختيارهم أو تأديباً لهم أو مكافأةً لهم، فالله عز وجل يبعث بالمعنى الأول يحقق لك اختيارك وبالمعنى الثاني يكافئك على حسن اختيارك أو يؤدبك على سوء اختيارك، هذا التيسير الأول لتحقيق الاختيار أما الثاني فهو لدفع ثمن الاختيار. (2)
(1) - الأسماء الحسنى للرازي ص276، والجامع لأسماء الله الحسنى ص37.
(2)
- موسوعة اسماء الله الحسنى ص8.