الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السبل، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأزاح العلل، ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله، وأن لا عدلٌ على الإطلاق إلا لله وحده، وجب عليه أن يؤمن به، وأن يؤمن بأن كل قضاء الله عدل، وأن يسلم لأمر الله ونهيه وقضائه وقدره، وأن يتحلى بالعدل في أقواله وأفعاله وأحكامه امتثالا لأمر الله سبحانه، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (1) ، فالمؤمن يكون عادلاً مع نفسه وأهله يخاف الظالم من عدله، ويرجو المظلوم منه إعانته على اخذ حقه، فهو يسوي بين الفقير والغني، والضعيف والقوي، والقريب والأجنبي، ويعدل بين الأهل والعيال، ويأخذ بهدي النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم:(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ)(2) .
ولله در احمد شوقي حيث يقول:
لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن
…
شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ
وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت
…
فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ
دعاء الله باسمه وصفته العدل
يا الله يا حكم يا عدل نسألك أن تصلي على محمد وازواجه وذريته واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وان تحملنا والمؤمنين على
(1) - سورة النساء (135) .
(2)
- أخرجه البخاري في صحيحه باب الاشهاد في الهبة حديث (2447) .
فضلك وجودك وعفوك وغفرانك، وأن تلهمنا العدل مع أنفسنا وأهلنا وأولادنا واخواننا والخلق أجمعين، وأن تجعلنا من المقسطين في أقوالهم وأفعالهم المتبعين لسنة نبيك، وأن تكرمنا بالإيمان والأمان في الدنيا والآخرة، وأن تجعلنا في ظلك وفضلك يوم القيامة، وأن تسامحنا ولا تحاسبنا بعدلك يا كريم، فإننا يا الله يا عفو يا كريم نسألك أن تعفو عنا، وتحملنا على عفوك، وتجعل منازلنا في الفردوس الأعلى من الجنة يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على محمد النبي الأمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الراشدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سبحان ذي العدل ما قدمت مظلمتي
…
إلا تناولها عدل من الله
سبحان ذي الحكم لا ميلٌ ولا شطط
…
ولا معقب في حكم من الله
سبحان ذي المنة الكبرى التي شملت
…
بمنة الله أرجو منة الله
سبحان ذي النعمة المحصي مطالبنا
…
وليس تحصى بعدٍ نعمة الله (1)
(1) - ديوان ابي مسلم العماني.