الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكرم
الكرم: الانفاق بطيب النفس فيما يعظم خطره ونفعه، وهو بذل ما ينبغي من مال فيما ينبغي. والسخاء: سهولة الانفاق وتجنب اكتساب مالا يحمد، وهو الجود، وضده التقتير. وفي الشفاء للقاضي عياض: الكرم والجود والسخاء والسماحة معانيها متقاربة. والكرم شرف في النفس وشرف في الخلق، والكرم كثرة الخير ويسرته، والكريم يعطي من غير منّه، والكريم يقيل العثرة ولا يتتبع العورة، والكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يجل الكرام، ويصفح عن اللئام.
وفي المصباح المنير: كرم الشيء كرماً نفس وعز فهو كريم والجمع كرام وكرماء والأنثى كريمة وجمعها كريمات وكرائم، وكرائم الأموال نفائسها وخيارها، واسم المفعول مكرم. (1)
وروي عن زيد بن ثابت أنه قال: ثلاث خصال لا تجتمع إلا في كريم: حسن المحضر، واحتمال الزلة، وقلت الملالة، وان كرام الناس أسرعهم مودة واقطعهم عداوة، وقيل: أكرم الناس من اتقى الله، والكريم التقي، والكريم لا يتعالى على الناس، والكرم فضل وشرف، فأكرم الناس اتقاهم وفي الذكر الحكيم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (2)، وفي الحديث النبوي: (أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: فَأَكْرَمُ
(1) - المصباح المنير ص316.
(2)
- سورة الحجرات (13) .
النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا) (1) . ولله در المتنبي حيث يقول:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
…
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
…
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الكريم لا يكون حقوداً ولا حسوداً، ولا شامتاً، ولا باغياً، ولا ساهياً، ولا لاهياً، ولا فاجراً، ولا فخوراً، ولا كاذباً، ولا ملولا، ولا يقطع إلفه، ولا يؤذي إخوانه، ولا يضيع الحفاظ، ولا يجفو في الوداد، يعطي من لا يرجو، ويؤمن من لا يخاف، ويعفو عن قدرة، ويصل عن قطيعة.
عن إبراهيم بن شكلة قال: (إن لكل شيء حياة وموتا، وإن مما يحيى الكرم مواصلة الكرماء، وإن مما يحيى اللؤم معاشرة اللئام) . وقال الشاعر:
رأيت الحق يعرفه الكريم
…
لصاحبه وينكره اللئيم
إذا كان الفتى حسناً كريماً
…
فكل فعاله حسن كريم
إذا ألفيته سمجاً لئيماً
…
فكل فعاله سمج لئيم (2)
(1) - البخاري في صحيحه باب لقد كان في يوسف واخوته حديث (4412) .
(2)
- روضة العقلاء ص (136-137) .