الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما ابن غريض فهو يقول:
إِرفع ضَعيفَكَ لا يُحِربِكَ ضُعفَه
…
يَوماً فَتُدرِكُهُ عَواقِبُ ما جَنى
يَجزيكَ أَو يُثني عَلَيكَ وَإِنَّ مَن
…
أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ كَمَن جَزى
إِنَّ الكَريمَ إِذا أَرادَ وِصالَنا
…
لَم يُلفِ حَبلي واهِياً رَثَّ القُوى
أَرعى أَمانَتَهُ وَأَحفَظُ غَيبَهُ
…
جَهدي فَيَأتي بَعدَ ذَلِكَ ما أَتى (1)
ويرى أمية بن أبي الصلت أن الكريم لا يغيره مرور الوقت فيقول:
كَريمٌ لا يُغَيِّرُهُ صَباحٌ
…
عَنِ الخُلُقِ السَنِيِّ وَلا مَساءُ
فَأَرضُكَ كُلُّ مَكرُمَةٍ بَناها
…
بَنو تَيمٍ وَأَنتَ لَها سَماءُ
إِذا أَثنى عَلَيكَ المَرءُ يَوماً
…
كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَناءُ
الأكرم الكريم في أسماء الله الحسنى
إن الله جل وعلا أكرم الأكرمين، فهو الذي يبتدئ بالنعمة من غير استحقاق، ويتبرع بالإحسان من غير سؤال، والكريم هو الذي يعطي الكثير ويعفو عن التقصير، وقد قيل: إن من كرم عفوه أن العبد إذا تاب بعد السيئة عفا عنه وكتب له مكانها حسنة وذلك في كتاب الله: {إِلَاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (2)، والكريم والأكرم تتقارب معانيها وقد وردا في القران ففي سورة الانفطار:
(1) - اورد هذه الابيات ابن ابي الدنيا في قضاء الحوايج ص (71) ، ورويت هذه الابيات لزهير بن جناب الكلبي، وايضا روية لورقه بن نوفل، والله اعلم.
(2)
- سورة الفرقان (70) .
{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (1)، وفي سورة النمل:{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (2) .
أما اسمه سبحانه الأكرم فقد ورد في سورة العلق قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (3)، قال ابن تيمية في تفسير ذلك: سمى ووصف نفسه بالكرم، وبأنه الأكرم، بعد إخباره أنه خلق ليتبين انه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة، ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه، فإن الإحسان إلى الغير تمام المحاسن، والكرم كثرة الخير ويسرته، والله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها، فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال:(وربك أكرم) فانه لا يدل على الحصر، وقوله:(الأكرم) يدل على الحصر ولم يقل: (الأكرم من كذا) بل أطلق الاسم، ليبين انه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على انه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه (4) .
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: الرحمن، الرحيم، البر، الكريم، الجواد، الرءوف، الوهاب؛ هذه الأسماء
(1) - سورة الانفطار (6) .
(2)
- سورة النمل (40) .
(3)
- سورة العلق (3-5) .
(4)
- فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 16/293-296 -بتصرف يسير-، وشرح اسماء الله الحسنى ص (151-152) .