الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (1)، وفي الحديث النبوي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)(2) .
من تمام محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم محبة آله وما يحب
إن من تمام محبته النبي صلى الله عليه وآله وسلم محبة ما يحب ومحبة صحابته ومحبة آل بيته وأزواجه وذريته، وفي محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الإمام الشافعي رضوان الله عليه:
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
…
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
…
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
وله أيضاً:
يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
…
وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ
سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً
…
فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ
إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ
…
فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر محبةً له ولأهل بيته
لقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الناس محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته حتى انه اثر عن الصديق رضي الله عنه انه قال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي)(3) .
وعلى ذلك النهج سار الخلفاء الراشدون حتى أثر أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يعطي الحسن بن علي رضي الله عنهما أكثر مما يعطي ولده عبد الله بن عمر رضي عنهما. وجاء في الحديث النبوي في حق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا يُحِبُّكَ إِلَاّ مُؤْمِنٌ وَلا يَبْغَضُكَ إِلَاّ مُنَافِقٌ)(4) .
محبة الصحابة من تمام محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إن محبة أصحاب رسول الله عليه وآله وسلم لإيمانهم بالله ورسوله، وحبهم لله ورسوله، وجهادهم في سبيل الله، هي بلا شك من محبة ما يحبه الله ورسوله، وهي علامة الإيمان وقد جاء في حب الأنصار رضوان الله عليهم قوله عليه الصلاة والسلام:(لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله) متفق عليه (5) ، وجاء في الذكر الحكيم في بيان صدق المهاجرين في إيمانهم وابتغائهم رضوان الله، ونصر الله ورسوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ
(1) - سورة آل عمران الآيتان (31و32) .
(2)
- أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الإيمان حديث (15) .
(3)
- صحيح البخاري كتاب فضائل اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حديث (3508) .
(4)
- أخرجه الترمذي في سننه باب مناقب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث (3736)، وقال عنه: حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن الكبرى باب الفرق بين المؤمن والمنافق حديث (8487) ، واحمد في المسند حديث (693) ، والطبراني في الأوسط حديث (4751) ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده حديث (291) .
(5)
- أخرجه البخاري في صحيحه باب حب الأنصار من الإيمان حديث (3572) .
اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (1)، وقال جل شأنه:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (2) ، فمكانة الصحابة رفيعة، وخلاقهم حسنة جليلة، وصدق إيمانهم شهد به القران، ورضي عنهم الرحمن، فهم خيار الناس وقدوتهم في توحدهم واتحادهم ومعاملتهم وجهادهم واجتهادهم، وفي الذكر الحكيم النبؤ اليقين عن النبي الكريم وصحابته الأكرمين من الأنصار والمهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان بعد الفتح المبين:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (3) .
(1) - سورة الحشر (8) .
(2)
- سورة التوية (100) .
(3)
- سورة الفتح (29) .