الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه.
قصة لعمر بن عبد العزيز رحمة الله:
روي ان عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل، فذكر عنده وشاية في رجل اخر، فقال له عمر: إن شئت حققنا هذا الامر الذي تقول فيه وننظر فيما نسبته اليه، فإن كنت كاذبا فأنت من اهل هذه الاية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (1)، وإن كنت صادقا فأنت من اهل هذه الاية:{هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (2)، وإن شئت عفونا عنك فقال: العفو ياامير المؤمنين ، لاأعود الى مثل ذلك ابدا.
سوء الظن
سوء الظن يقود إلى التجسس وإفساد ما بين الراعي والرعية، ولهذا ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَجَسَّسُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)(3) .
وقد قيل: التجسس من شعب النفاق كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن باخوانه وينفرد بغمومه وأحزانه، كما أن
(1) - سورة الحجرات الآية (6) .
(2)
- سورة القلم الآية (11) .
(3)
- أخرجه البخاري في صحيحه باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر حديث (5717) ، ومسلم في صحيحه باب تحريم الظن والتجسس حديث (2563) .