الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو الوجهين
يذم الناس ذا الوجهين ويلومونه، ويبغضونه، ويمقتونه، قال الشاعر:
ومن كان ذا وجهين بين صحابه
…
فذلك عند الله غير وجيه
ويرحم الله صالح بن عبد القدوس حيث يقول:
قُل لِلَّذي لَست أَدري مِن تَلونه
…
أَناصح أَم علي غش يُداجيني
إِنّي لَاكثر مِمّا سَمتني عَجباً
…
يَد تشح وَاِخرى مِنك تَأسوني
تَغتابَني عِندَ اِقوام وَتَمدحني
…
في آخَرينَ وَكل عَنكَ يَأتيني (1)
فمن خلّص سجيته وأنفت أخلاقه عن التلون فقد خلص ونجى، قال ابن عبدل:
ولستُ بِذي وَجْهَيْنِ في مَنْ عَرَفْته
…
ولا البخلُ فَاعْلَمْ منْ سمائي ولا أرضي (2)
أما عبد الله بن محمد القحطاني (3) فهو يرى أن ذا الوجهين شر البرية حيث يقول:
لا تَمشِ ذا وَجهَينِ مِن بَينِ الوَرى
…
شَرُّ البَريَّةِ مَن لَهُ وَجهانِ
فالعاقل من يحفظ لسانه وعينه فرب عين أنم من لسان وطرف اشد من سيف وأوجع من حتف، وقال هارون الرشيد لأبي عمرو الشفلفي: فلان نم
(1) - حماسة البحتري ص263، والموسوعة الشعرية ص298. وهي في ديوان صالح بن عبد القدوس
(2)
- الأمالي للقالي ج2ص261، والموسوعة الشعرية ص298.
(3)
- أبو محمد بن عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني السلفي المالكي. كان فقيها حافظاً جمع تاريخاً لأهل الأندلس وقال أبو سعيد الإدريسي في تاريخ سمرقند أنه كان من أفضل الناس ومن ثقاتهم. وقال السمعاني: كان فقيهاً حافظاً في طلب العلم إلى المشرق والمغرب له (قصيدة نونية مطبوعة) .
بك، فقال: يا أمير المؤمنين إن فلان لو كان بينك وبين الله واسطه لسعى بك إليه، قال العباس بن الأحنف:
أناسٌ أمِنّاهُم فنَّموا حديثَنا
…
فلما كَتَمنا السرَّ عنهم تقَوَّلوا
ومن قول أبي دهبل:
أَمِنّا أُناساً كُنتِ تَأتَمِنينَهُم
…
فَزادوا عَلَينا في الحَديثِ وَأَوهَموا
وَقالوا لَنا ما لَم نَقُل ثُمَّ كَثَّروا
…
عَلَينا وَباحوا بِالَّذي كُنتُ أَكتُمُ
وفي الأمثال السائرة: "فلان أنم من الزهر"، قال ابن الرومي:
أَنَمُّ بما اسْتَوْدَعْتُهُ من زُجاجَةٍ
…
تَرَى الشئَ فيها ظاهِراً وهو باطنُ
وقال آخر:
قد كانَ صدرُك للأسرارِ جَندلَةً
…
ضَنِينةً بالذي تُخفِي نَواحِيها
فصارَ مِن بَثِّ ما اسُتودِعْتَ جَوهرةً
…
رقيقةً تَسْتَشِفُّ العَينُ ما فِيها (1)
(1) - محاضرات الراغب ص160. والأبيات في ديوان للسرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل. المتوفى سنة 366 هـ.