الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (1) ، وقد أمر الله جل وعلا بالمسارعة إلى مغفرته وإلى الجنة دار كرامته التي أعدها لأوليائه المتقين الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء والشدة والرخاء ويكظمون غيطهم، ويعفون عمن ظلمهم حيث يقول سبحانه:{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (2)، وقد روى ابن حبان عن هشام عن أبيه عن ابن عمر في هذه الآية:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (3) قال: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعفو عن أخلاق الناس (4) .
العفو في أسماء الله الحسنى
العفو اسم من أسماء الله الحسنى الذي ورد في القران الكريم وفي سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والعفوُ هو الذي له العفو الشامل
(1) - سورة آل عمران (159) .
(2)
- سورة آل عمران (133-136) .
(3)
- سورة الأعراف (199) .
(4)
- روضة العقلاء ص (135) .
الذي وسعه ما يصدر من عباده من الذنوب، سيما إذا أتوا بما يسبب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة، فهو كما قال جل شأنه:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (1)، وفي سورة الحج يقول جل شأنه:{إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (2)، وجاء في الحديث النبوي الشريف أن عائشة رضي الله عنها قالت:(قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)(3) .
قال أبو سليمان: العفو: وزنه فعول من العفو وهو بناء المبالغة، والعفو الصفح عن الذنب وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه (4) ، ويجوز إجراؤه على المخلوق، وفي التنزيل:{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (5)، وقيل العفو: هو الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، كل واحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها (6) .
(1) - سورة الشورى (25) .
(2)
- سورة الحج (60) .
(3)
- سنن الترمذي حديث (3513) .
(4)
- البيهقي في الأسماء والصفات ص (75) الجامع لأسماء الله الحسنى ص (203) .
(5)
- سورة آل عمران (134) .
(6)
- الاسماء والصفات ص75.