الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السابع والعشرون
الصدق
الصدق
الصدق: هو الأخبار عن الشئ على ماهو عليه، أي مطابقة الخبر للواقع، ويكون في القول والعمل والاعتقاد، والصدق حلية المتقين وصفة المرسلين، وبه جاء النبي الأمين، وفي الذكر الحكيم {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (1) ، وفي سورة الاحزاب نباء نجاة الصادقين من العذاب {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (2) وفي سورة المائدة بيان منافع الصدق وفوائده، {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (3) والصدق صفة كمال ومدح، وخلة ثناء وحمد، وليست هناك صفة تكفل استقرار المجتمع، وتضمن الثقة بين الأفراد مثل الصدق، ولذلك اعتبر أساسا من أسس الفضائل الذي ينبنى عليه المجتمع الفاضل، وقد اعتبر بعض العلماء الصدق عنواناً لرقي الأمم، فإذا فقد المجتمع الصدق حل محله عدم الثقة، وفقدان التعاون، والصدق نجاة وعز، والكذب هلاك وذل، والصدق ضرورة من ضرورات المجتمع التي ينبغي أن ينال حظاً عظيماً من العناية في الأسرة، والمدرسة، والجامعات، والوزارات، والحقول،
(1) - سورة الزمر اية (33) .
(2)
- سورة الاخزاب (23) .
(3)
- سورة المائدة (199) .
والمصانع، وكافة المؤسسات والمنتديات، والجمعيات والنقابات، فبالصدق ترد الحقوق، وبالصدق تحصل الثقة بين الناس، وبالصدق تزدهر الحياة، والصدق من ارفع الصفات الإنسانية، واقوي الدعائم التي يقوم عليها أي مجتمع ينشد فلاحاً ونجاحاً، ولما يتبوؤه الصدق من المكانة الرفيعة، والخلق الحميد، فقد دعاء الله المؤمنين للتخلق به فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (1) .
والصادق هو الله جل وعلا، نطق به القران اسماً وفعلاً للمولى تبارك وتعالى، فقد جاء في سورة الأنعام:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} (2)، وقال سبحانه:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً} (3)، وقال تبارك اسمه:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً} (4) ، والصدق وعد الله، والصدق كلام الله، والصدق صفة من صفات النبيين والمؤمنين، ومن لزم الصدق وتحلى به ظفر وغنم.
بالصدق تعمر الديار، وتصح الأخبار، وتدار المصانع، وتزدهر الحياة، وتحصل النجاة، ويرتفع قدر الإنسان، وتتعزز الثقة بين الاخوان، ويثمر التعاون، ويقوم العدل، ويعم الخير، ويكثر النفع، وتتطور البلاد.
والعاقل لا يختار في إدارة الأعمال الهامة إلا أهل الصدق، قال الشاعر:
لَيسَ بِالأَمرِ جَديراً
…
كُلُّ مَن أَلقى خِطابا
(1) - سورة التوبة (119) .
(2)
- سورة الأنعام (146) .
(3)
- سورة النساء (87) .
(4)
- سورة النساء (122) .