الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجب ما قبلها أي تمحو ما قبلها، فالعفو فيه كفارة الذنوب، واللبيب من عفا عمن ظلمه وأحسن إلى من أساء إليه وطلب العفو من الله، قال الشاعر:
يكفيك في العفو أن الله قرَّظهُ
…
وَحْياً إلى خير من صلَّى ومن بُعِثَا (1)
قصة للقمان مع ابنه
وروي أن لقمان الحكيم قال لابنه: (أي بني، أي شيء أقل؟ وأي شيء أكثر؟ وأي شيء أحلى؟ وأي شيء أبرد؟ وأي شيء آنسى؟ وأي شيء أوحش؟ وأي شيء اقرب؟ وأي شيء ابعد؟ قال: أما أقل شيء: فاليقين، وأما أي شيء أكثر: فالشك، وأما أي شيء أحلى: فروح الله بين العباد يتحابون بها، وأي شيء أبرد: فعفو الله عن عباده، وعفو الناس بعضهم عن بعض، وأي شيء آنسى: حبيبك إذا أغلق عليك وعليه باباً واحداً، وأي شيء أوحش جسد إذا مات، فليس شيء أوحش منه، وأي شيء أقرب: فالآخرة من الدنيا، وأي شيء أبعد: فالدنيا من الآخرة)(2) .
ويغفر الله للقائل:
يا ربِّ أثقَلَتِ الأوزارُ ناصيتي
…
وليس لي مزكأ يرجى ولا وَزَرٌ
يا ربِّ أقوى قُواي الذنبُ مُقتَفِرا
…
مَفاقري وأنا رُحماك أقتَفِرُ
يا ربِّ بالَغتُ في العصيان وانتشرت
…
منّي المعاصي ومنكَ العفوُ مُنتشِرُ (3)
(1) - ديوان بن الرومي.
(2)
- روضة العقلاء ص (134) .
(3)
- ديوان ابن الطيب الشرقي الفاسي.
أما ابن المقرب العيوني فيقول:
لَكِن عَفَونا وَكانَ العَفوُ عادَتَنا
…
وَلَم نُؤاخِذ أَخا جُرمٍ بِما اِجتَرَما
ويرى ابن الهباريه أن العفو عند القدرة يكون فيه شكر على النصر وذلك حيث يقول:
إِذا استشرت فَاِنصح
…
إِذا سُئلت فَاسمح
العَفو عِندَ القُدرة
…
شكر لحسن النصره
وقد حكا الله تعالى أن يوسف عليه السلام قال لإخوته بعد أن اعترفوا بالذنب: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (1)، وحكت كتب السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن انتصر على قريش يوم فتح مكة خاطبهم بقوله:(اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ولله در القائل:
داني القُطوفِ جَميلُ العَفوِ مُقتَدِرٌ
…
ما ضاقَ مِنهُ لِجانٍ واسِعُ الكَرَمِ (2)
ويرحم الله أبا الفتح البستي حيث يقول:
ولقد جمعت من الذنوبِ فنونَها
…
فاجمع من العفوِ الجميلِ فنونَهُ
مَن كانَ يرجو عَفوَ مَن هو فوقَهُ
…
عن ذنبِهِ فليعفُ عمّن دونَهُ
أما شوقي فهو يقول:
وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَاِمحُ بِناصِعٍ
…
مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي
(1) - سورة يوسف (92) .
(2)
- ديوان ابن جابر الأندلسي.