الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة، فأما ما يزينه من حالة دون حالة فهو من وجه شَينٌ (1) .
قلتُ: وهذه الزينة هي المدركة بالبصر في الخيل والبغال والحمير ويعرفها العامة والخاصة وينتفع بها.
قال القرطبي: المعنى وجعلها زينة، قال: والزينة ما يتزين به وهذا الجمال والتزين وإن كان من متع الدنيا فقد أذن الله تعالى لعباده فيه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخيل في نواصيها الخير (2)) . (3)
جمال الكون
إن الجمال الذي أودعه الله الكون يجذب الإنسان إلى حبه، ويدعوه إلى شكر ربه الذي أحسن كل شيء خلقه.
الم تر هذا الكون في صنعه عبر
…
وفي كل شيء وفي طلعته خبر
كأن الثريا علقت بجبينه
…
وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر
وجاء في شعر سلامه العباسي:
يخلق الله كل شيء جميلاً
…
كل حسن من خالق ديان
(1) - المفردات ص222.
(2)
- الجامع لأحكام القرآن ج10ص79و80 ، والحديث: أخرجه ابن ماجه في سننه باب في اتخاذ الماشية بلفظ: (الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة) حديث (2305) .
(3)
- انظر لتفصيل أوسع: مؤلفنا خلاصة الكلام في تفسير ايات الاحكام ج (3) ص (12-18) .
فالجمال الرائع من حسن تدبير الصانع، ولضياء الدجيلي:
هو الله في الوجود تجلى
…
ببديع الآثار للرواد
الله جميل يحب الحمال، موصوف بالهيبة والجلال، فانظر نهجه وخلقه، وقد انبت حدائق ذات بهجة، وخلق الإنسان في أحسن تقويم، وأبدع الكائنات في تصوير مستقيم، جمال في كواكب السماء، وحسن يكسو الأشياء، نجوم زاهرة، وبحار زاخرة، وارض مكسوة بأحسن نسيج، وحدائق فيها من كل زوج بهيج، رسم الجمال في الكائنات، وخط الحسن في المخلوقات، وفطر القلوب على محبتها، وإمتاع النفوس إلى النظر إليها، {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (1) .
فسبحان من جعل الجمال في الروض الجذاب بجماله الخلاب محبوب، وجعل الطيور تلقي قصائد الحنان على منابر الأغصان، فماء يسكب ونسيم يكتب، وانهار تتدفق، ومسك من الروض يفوح حتى ينضب، حصن باهي، وإبداع ألاهي، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى* وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى* وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى* سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى* إِلَاّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} (2)، قال الشاعر:
(1) - سورة الأنعام (99) .
(2)
- سورة الأعلى (1-7) .