الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحيا به الارض الواسعة قال جل شأنه: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَاّ يُؤْمِنُونَ} (1)، وقال سبحانه:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (2) .
جمال الإنسان
لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفضله على كثير من الخلق أجمعين، وزينه بالجمال فتبارك الله أحسن الخالقين، واسجد له الملائكة أجمعين فقال سبحانه:{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (3)، وقال جل شأنه:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (4) ، فسبحان من خلق الجمال في العيون بلونها الأسود وجفنها المقعد، وجعل في روعة خطرتها سحر تكاد له النفس تذوب، وفي طرفها حور يجرح القلوب قال الشاعر:
في عيون المحب أحرف ود
…
صدرت بالدموع عند الفراق
قتلت أنفساً بنظرة عين
…
وقلوباً مشتاقة للتلاقي
فسبحان من جعل الجمال في الفم وهو بالحسن محبوك، وبالأسنان مسبوك، يرسل الكلمات ويبعث النغمات بلسان فصيح، وصوت مليح، لا
(1) - سورة يونس (101) .
(2)
- سورة لقمان (11) .
(3)
- سورة الحجر (29) .
(4)
- سورة الإسراء (70) .
ينطق حتى يؤمر، ولا يسكت حتى يزجر، فياله من خلق ما أبدعه، ومن صنع ما أروعه، {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} (1) .
وسبحان من جعل الجمال في الوجه بطلعته البهية، وإشراقاته الرضية، قسمات ترسم، وقبلات عليه من البهاء تبسم، خد بماء البشاشة يسيل، وطرف بإيحاء الحسن كحيل، وسبحان من جعل الجمال في قامة الإنسان، وروعة هذا البنيان، أذنان وصماخان، وعينان نضاختان، ويدان منافحتان، ورجلان كادحتان، وفي الذكر الحكيم:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ* إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ* فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ* أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (2) .
أما عن جمال المعاني والمعالي فكن معنا ولا تذهب وتدعنا ولله در القائل:
أنتم جمال المعالي وهي ذخركم
…
أخبارها صرحت فيكم وغيركم (3)
ويرحم الله ابن الرومي حث يقول:
إذا كنتَ لم تلبس لَبوسَ تَجمُّلٍ
…
بعرفٍ فلم تلبسْ لبوسَ جمالِ
(1) - سورة البلد (8-9) .
(2)
- سورة التين.
(3)
- إبراهيم صادق (1221 - 1284 هـ/1806 - 1867م) إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي الطيبي، شاعر من أهل قرية الطيبة من جبل عامل بلبنان مولده ووفاته فيها. أقام بالنجف 27 سنة تعلم فيها الأدب وفقه الإمامية. له منظومة في (الفقه) نحو 1500 بيت. وشعر كثير عالي الطبقة.
ويرى بن الفارض في جمال محيا المصون لثامه عن اللثم ما أعاد فيه الحياة كالموت حيث يقول:
جَمالُ مُحيّاكِ المَصُونُ لثامُهُ
…
عن اللّثْمِ فيه عُدْتُ حيّاً كميّتِ
ويرحم الله ابن الوردي حيث يقول:
للهِ درُّ أُناسٍ قدْ مَضَوا لهمُ
…
نشرٌ يفوحُ كنشرِ المندلِ العَطِرِ
جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ
…
بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ
أما أبو القاسم الشابي فهو يقول:
غيرُ باقٍ في الكونِ إلَاّ جمالُ
…
الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ
ويدعو احمد شوقي إلى اغتنام ما سخره الله لبني الإنسان من الجمال وطلب العلم فيقول:
وَاِغنَموا ما سَخَّرَ اللَهُ لَكُم
…
مِن جَمالٍ في المَعاني وَالصُوَر
وَاِطلُبوا العِلمَ لِذاتِ العِلمِ لا
…
لِشَهاداتٍ وَآرابٍ أُخَر
كَم غُلامٍ خامِلٍ في دَرسِهِ
…
صارَ بَحرَ العِلمِ أُستاذَ العُصُر
وله أيضا:
يَصلُحُ المُلكُ عَلى طائِفَةٍ
…
هُم جَمالُ الأَرضِ حيناً بَعدَ حين
مَلَؤوا الدُنيا عَلى قِلَّتِهِم
…
وَقَديماً مُلِئَت بِالمُرسَلين
يَحسُنُ الدَهرُ بِهِم ما طَلَعوا
…
وَبِهِم يَزدادُ حُسناً آفِلين
قَد أَقاموا قُدوَةً صالِحَةً
…
وَمَضَوا أَمثِلَةً لِلمُحتَذين
أما إيليا أبو ماضي فهو يقول:
والذي نفسه بغير جمال
…
لن يرى في الوجود شيئاً جميلاً
في الامثال السائره: ليس الجمال بالثياب أي ان جمال النفس اساس قال الامام على بن ابي طالب رضي الله عنه:
ليس الجمال بأثواب تزيننا
…
ان الجمال جمال العقل والادب
وقال اخر
ليس الجميل جميل الوجه والحلل
…
بل من ثنى العزم نحو الجد والعمل
ويغفر الله للقائل
اذا شئت ان تلقى المحاسن كلها
…
ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
جمال الأنعام
لقد خلق الله الأنعام إكراما للإنسان فأتقن صنعها، واخرج من ضرعها لبناً خالصاً سائغاً للشاربين فقال وهو العزيز الحكيم:{وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلَاّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (1) .
قوله تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} هي: ذات القوائم الأربع كالإبل والبقر والغنم، وفي المصباح: الأنعام: ذوات الخف والظلف وهي
(1) - سورة النحل (5-8) .
الإبل والبقر والغنم، وقيل: تطلق الأنعام على هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهي نعم وإن انفردت البقر والغنم لم تسمَّ نعماً (1) .
والدفء: ما يتدفئ به فيقي البرد، قال القرطبي: الدفء: السخانة وهو ما استدفئ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها ملابس ولحف وقطف جمع قطيفة كساء له خمل أي وبر، وروي عن ابن عباس: دفؤها نسلها، قال الجوهري في الصحاح: الدفء: نتاج الإبل وألبانها وما تنتفع به منها (2)، وفي القاموس: الدفء بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد كالدفاءة (3)، وقال الدرويش: السخونة: اسم من دفئ الرجل من باب طرب وسلم، فالذَّكر دَفآن والأنثى دَفأى؛ مثل غضبان وغضبى ورجل دفئ بالقصر ورجل دفيء بالمد (4) .
قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} الجمال: كل ما يتجمل ويتزين به، والجمال: الحسن، قال الراغب: الجمال: الحسن الكثير وذلك ضربان: أحدهما: جمال يختص الإنسان به في نفسه أو بدنه أو فعله، والثاني: ما يوصل منه إلى غيره، وعلى هذا الوجه ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم:(إن الله جميل يحب الجمال)(5) تنبيهاً أنه منه تفيض الخيرات الكثيرة فيحب من يختص بذلك، قال تعالى:{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} ويقال: جميل وجُمال وجُمّال على التكثير (6)، وفي القاموس: الجمال الحسن في الخُلق والخَلق (7)، وقد ذكر القرطبي الوجهين فقال: الجمال: ما يتجمل به، والجمال الحسن، وقد جُمل الرجل -بالضم- جملاً فهو جميل، والمرأة جميلة وجَملاء أيضاً عن الكسائي وأنشد:
فهي جملاء كبدر طالع
…
بذّت الخلق جميعاً بالجمال
وقول أبي ذؤيب:
ستلقى من تحب فتستريح
…
جمالك أيها القلب القريح
يريد الزم تجملك ولا تجزع جزعاً قبيحاً، قال علماؤناً: فالجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة، ويكون في الأخلاق الباطنة ويكون في الأفعال، فأما جمال الخلقة فهو أمر يدركه البصر ويلقيه إلى القلب متلائماً، فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا نسبته لأحد من البشر، وأما جمال الأخلاق فكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة والعدل والعفة وكظم الغيظ وإرادة الخير لكل أحد، وأما جمال الأفعال فهو
(1) - المصباح المنير معجم عربي عربي تأليف العالم العلامة احمد بن علي الفيومي المقري، ص364، طبعة دار الحديث القاهرة 1420هـ2000م.
(2)
- القرطبي في الجامع ج10ص70.
(3)
- القاموس المحيط تأليف العلامة اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأباذي المتوفي سنة 713هـ، ص40، الطبعة السابعة 1424هـ2003م، الناشر مؤسسة الرسالة بيروت لبنان.
(4)
- إعراب القرآن وبيانه للأستاذ العلامة محيي الدين الدرويش، ج5ص269، الناشردار ابن كثير للطباعة النشر والتوزيع دمشق 1418هـ1988م.
(5)
- أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم الكبر وبيانه حديث (91) ، واحمد في المسند عن عبد الله بن عباس حديث (3789) .
(6)
- انظر: المفردات 105 ، ونحوه في البصائر ج2ص395.
(7)
- القاموس المحيط ص979.
وجودها ملائمة لمصالح الخلق القاضية بجلب المنافع منهم وصرف الشر عنهم (1) .
قلتُ: والقول بأن الجمال يأتي في الخَلق والخُلق قول راجح، وهو الذي تدل عليه لغة العرب، ومن الأدعية المأثورة:(اللهم جملني بالتقوى وزيني بالحلم وأكرمني بالعافية) قال عمرو بن معد يكرب:
ليس الجمالُ بمئزرٍ
…
فاعلم وإن رُدِّيتَ بُرداً
إِنّ الجمالَ معادنٌ
…
وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجداً
وقال آخر:
أقبل أرضاً سار فيها جمالها
…
فكيف بدار دار فيها جمالها
على كل حال أم عمرو جميلة
…
إذا لبست خلقانها أو جديدها
أما جمال الأنعام والدواب فهو من جمال الخلقة وهو مرئي بالأبصار موافق للبصائر، ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها: هذه نعم، قاله السدي، ولأنها إذا راحت توفَّرَ حسنها وعظم شأنها وتعلقت القلوب بها لأنها إذ ذاك أعظم ما تكون أسمنة وضروعاً، قاله قتادة. (2)
قوله تعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} تريحون: الرواح: رجوع المواشي بالعشي من المرعى (3)، وتسرحون: تخرجونها إلى المراعي بالغداة، فالسراح يكون بالغداة.
(1) - القرطبي في الجامع ج10ص71.
(2)
- القرطبي في الجامع ج10ص71.
(3)
- صفوة التفاسير ج2ص119.
وفي المصباح: سرحت الإبل سرحاً من باب نفع، وسروحاً رعت بنفسها، وسرحتها يتعدى ولا يتعدى وسرَّحتها -بالتثقيل- مبالغة وتكثير (1) .
والمراد: ولكم في هذه الأنعام والمواشي التي خلقها لكم جمال حين تردونها من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تؤوي إليها، ولذا يسمى المكان المراح لأنها تراح إليه عشياً فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلان ماشيته فهو يريحها إراحة، وقوله تعالى:{وَحِينَ تَسْرَحُونَ} قال الطبري: أي في وقت إخراجكموها غدوة من مراحها إلى مسارحها، يقال: سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحاً إذا أخرجها للرعي غدوة، وٍسرحت الماشية إذا أخرجت للرعي تسرح سرحاً وسروحاً، فالسرح بالغداة والإراحة بالعشي. (2)
وقوله تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} أي ما يثقل الإنسان حمله من الأمتعة والطعام وغيره، فالأثقال جمع ثقيل، سميت أثقالاً لأنها تثقل الإنسان وتتعبه؛ أو لأنها ثقيلة الحمل، قال الراغب: الثقل والخفة متقابلان فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال له ثقيل وأصله في الأجسام ثم يقال في المعاني نحو أثقله الغرم والوزر، قال: وقوله: {أَثْقَالَكُمْ} أي أحمالكم الثقيلة (3) .
قوله تعالى: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} أي: بجهدها -بكسر الشين وفتحها- وهما لغتان بمعنى المشقة وبينهما فرق وهو أن المكسور بمعنى النصف كأنه يذهب نصف قوته
(1) - المصباح المنير 165.
(2)
- ذكر ذلك الإمام ابن جرير الطبري ج8ص97.
(3)
- المفردات 85و86.
لما ناله من الجهد، وأما المفتوح فهو مصدر شق عليه الأمر شقاً وحقيقة راجعة إلى الشق وهو الصدع، وفي المختار: الشق بالكسر نصف الشيء (1) .
قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ} الخيل: في الأصل اسم للأفراس، ويرد للفرسان، ويستعمل في كل واحد منهما مفرداً، وفي المصباح: الخيل: معروفة وهي مؤنثة ولا واحد لها من لفظها والجمع خيول، قال: وقال بعضهم: وتطلق الخيل على العراب، وعلى البراذين، وعلى الفرسان، وسميت خيلاً لاختيالها واعجابها بنفسها (2)، وفي المفردات: والخيل في الأصل إسم للأفراس والفرسان جميعاً، على ذلك قوله تعالى:{وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْل} ويستعمل في كل واحد منهما مفرداً نحو ما روي (يا خيل الله اركبي)(3) فهذا للفرسان، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(عفوت لكم عن صدقة الخيل)(4) يعني الأفراس، وذكر نحوه الفيروزأبادي (5) .
وقوله تعالى: {وَالْبِغَالَ} البغل: حيوان متولد من حيوانين مختلفي النوع، ومعروف أنه يطلق على الحيوان الأهلي المتولد بين الحمار والفرس، والبغال هنا في الآية جمع بغل حيث يجمع على بغال وأبغال، وتسمى الأنثى بغلة وتجمع على بغلات وبغال أيضاً، وفي المصباح: البغل: معروف، وجمع القلة أبغال، وجمع الكثرة بغال، والأنثى بغلة بالهاء، والجمع بغلات مثل سيدة
(1) - إعراب القرآن وبيانه ج5ص270 ، ومختار الصحاح ص85.
(2)
- المصباح المنير ص114.
(3)
- أخرجه أبو داود في سننه باب يا خيل الله اركبي.
(4)
- أخرجه البيهقي في السنن الكبرى باب لا صدقة في الخيل حديث (7198) ، وأحمد في المسند عن الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث (984) ، والطبراني في المعجم الصغير ج1ص387 حديث (649) .
(5)
- المفردات ص169، والبصائر ج2ص581.
وسيدات (1)، وقال الراغب: البغل: المتولد من بين الحمار والفرس (2)، وفي المختار: البغل: واحد البغال، والبَغّال بالتشديد صاحب البغل (3) .
وقوله تعالى: {وَالْحَمِيرَ} الحمار: حيوان معروف ويطلق على الذكر حمار وعلى الأنثى أتان، وفي المصباح: الحمار الذكر والأنثى أتان، وحمارة بالهاء نادر؛ والجمع حمير وحُمُرٌ بضمتين وأحمرة، وحمار أهلي بالتنوين، وجعل أهلي وصفاً وبالإضافة (4)، وقال الراغب: الحمار الحيوان المعروف وجمعه أحمرة وحمير وحمر، ويعبر عن الجاهل بذلك لقوله تعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} . (5) وفي المنجد: الحمار حيوان معروف منه أهلي ومنه وحشي، ويقال لهذا حمار وحش وحمار الوحش والحمار الوحشي وحمار الزرد جنس من الحمر الوحشية أبيض اللون مخطط بخطوط سود، والحمار البري حيوان من فصيلة الخيليات هيكله ما بين الحمار والحصان وهو يعيش في السهول الكبرى المعشبة وفي الجبال (6) .
وقوله تعالى: {وَزِينَةً} الزينة: ما يتزين به في الحياة من متع الدنيا مما لا حظر فيه ولا تحريم، قال الراغب: الزينة الحقيقة: ما لا يشين الإنسان في
(1) - المصباح المنير 38.
(2)
- المفردات ص65.
(3)
- مختار الصحاح ص51.
(4)
- المصباح المنير ص93.
(5)
- المفردات ص138 ، والأية (5) من سورة الجمعة.
(6)
- المنجد في اللغة والأعلام ص135.