الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كمال العقل
إن العاقل من الناس من لا يفرح بحصول لذة ولا يكترث بفواتها أو بعدم نيلها والوصول إليها، لأنه يعلم أن كل ذلك مصيره إلى الزوال، وفي محكم التنزيل:{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (1) .
وقد جاء في كلام بعض الشعراء:
ومن كملت فيه النهى (2) لا يسره
…
نعيمٌ ولا يرتاع للحدثان
وللإمام علي رضي الله عنه:
إِذا أَكمَلَ الرَحمَنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ
…
فَقَد كُمُلَت أَخلاقُهُ وَمآرِبُه
ويرحم الله القائل:
أولست تأمر بالعفاف وبالتقى
…
وإليه آل الأمر حين يؤلُ؟
فإن استطعت فخذ بعقلك فضلة
…
إن العقول يرى لها تفضيلُ
فما أحوج العقلاء إلى التدبر في جميع الأشياء لأخذ العظة والاعتبار والعمل على هدى منهج الله العزيز الجبار، وما أروع قول الشاعر:
ولي في فناء الخلق أكبر عبرة
…
لمن كان في بحر الحقيقة راقي
شخوص وأشكال تمر وتنقضي
…
فتفنى جميعاً والمهيمن باقي
(1) - سورة الحديد الآيات (22-24) .
(2)
- النهى: اسم من أسماء العقل.