الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال النووي: "معناه: لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الاستقاء"(1).
ب - أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك أن يرد الكعبة إلى قواعد إبراهيم وبيَّن المانع من ذلك وهو مخافة أن تنفر قلوب الناس وهم حدثاء عهد بكفر:
فقد ورد من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم"، فقلت: يا رسول الله، ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال:"لولا حِدثان قومك بالكفر"(2).
ولابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنه أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر، فقال:"هو من البيت"، قلت: ما منعهم أن يدخلوه فيه، فقال:"عجزت بهم النفقة"، قلت: فما شأن بابه مرتفعًا لا يصعد إليه إلا بسلم، قال:"ذلك فعل قومك ليدخلوه من شاءوا ويمنعوه من شاءوا، ولولا أن قومك حديثو عهد بكفر مخافة أن تنفر قلوبهم، لنظرت هل أغيره فأدخل فيه ما انتقص منه وجعلت بابه بالأرض"(3).
(1) شرح صحيح مسلم (8/ 421).
(2)
رواه البخاري (6/ 469 / 3368) كتاب أحاديث الأنبياء، باب رقم (10)، ومسلم (2/ 968 / 1333) كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها.
(3)
رواه ابن ماجه (2/ 985 / 2955) كتاب المناسك، باب الطواف بالحجر، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3/ 27)، ط. الأولى (1417 هـ - 1997 م)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع - الرياض.