الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يقول قائل:
نحن نمانع في أن تلك المصلحة لم تكن محتاجًا إليها على عهده صلى الله عليه وسلم، بل كانت الحاجة إليها موجودة، فهي إذن مصلحة ملغاة، ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي الصفوف بعود معه ومع ذلك لم يستعمل تلك الخطوط.
والجواب عن ذلك من عدة أمور:
الأول: أنه يلزمه أن يقول بالتحريم لا بالبدعية؛ لأنها وإن كانت مصلحة ملغاة، فما الذي جعلها بدعة، وهي لا تفعل على سبيل التقرب؟
الثاني: أن ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي الصف بعود معه فهو ضعيف (1) وعلى فرض صحته، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد بإمساك العود، أم كان إمساكه له لأجل مصلحة؟
الجواب: أن ذلك كان لأجل مصلحة، ولا يمكن أن يقال: إن ذلك كان لأجل التعبد، إذ لو كان الأمر كذلك لكان ذلك الفعل مستحبًا - أعني:
(1) روى أبو داود (1/ 176 / 669) كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف، عن محمد بن السائب قال: صليت إلى جنب أنس بن مالك رضي الله عنه يومًا، فقال: هل تدري لم صنع هذا العود؟، فقلت: لا والله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده عليه فيقول: "استووا وعدلوا صفوفكم". والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (ص 210) برقم (836)، وفي رواية أخرى عند أبي داود (1/ 176 - 177/ 670) عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه ثم التفت فقال: "اعتدلوا، سووا صفوفكم"، ثم أخذ بيساره فقال:"اعتدلوا، سووا صفوفكم"، والحديث ضعفه الألباني في المشكاة (1/ 342 / 1098)[مشكاة المصابيح، تأليف: محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط. الأولى (1381 هـ - 1961 م)، ط. الثانية (1399 هـ - 1979 م)].