الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا لم يحمد الله" (1).
المرتبة الثانية: أن يكون اللفظ ظاهرًا في ثبوت الترك وليس بنص (2)، وهذا ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن ينقل الصحابي الترك من عادة النبي صلى الله عليه وسلم في موقف متكرر
.
فمن ذلك: ما ورد من حديث حفصة رضي الله عنه أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين"(3).
وأيضًا ما ورد من حديث حصين بن عبد الرحمن قال: رأى عمارة بن رويبة رضي الله عنه بشر بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة فقال عمارة رضي الله عنه: قبح الله هاتين اليدين، قال:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة التي تلي الإبهام"(4).
النوع الثاني: أن ينقل الصحابي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك فعلًا ما على الدوام
.
(1) البخاري (10/ 615 / 6221) كتاب الأدب، باب الحمد للعاطس، ومسلم (4/ 2292 / 2991) كتاب الزهد والرقائق، باب تشميت العاطس، وكراهة التثاؤب.
(2)
المراد بالنص هنا: هو ما لا يحتمل إلا معنًا واحدًا [العدة (1/ 138)]، والظاهر هو: ما احتمل معنيين هو في أحدهما أرجح [العدة (1/ 140)]. وهو اصطلاح جرى عليه الأصوليون.
(3)
رواه البخاري (2/ 120 / 618) كتاب الأذان، باب الأذان بعد الفجر، ومسلم (1/ 500 / 723) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، وهذا لفظ مسلم.
(4)
رواه مسلم (2/ 595 / 874) كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة.
فمن ذلك ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنه أنها قالت: "ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ولا سمر بعدها"(1).
وأيضًا: ما ورد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ فقالت: "ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلَاثًا"(2).
فعائشة رضي الله عنه زوجه والقيام يتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من كل يوم ولو زاد لاطلعت عليه.
وأيضًا: ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرًا كاملًا غير رمضان"(3).
وأيضًا: ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا
(1) رواه ابن ماجه (1/ 230 / 702) كتاب الصلاة، باب النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 217).
(2)
رواه البخاري (3/ 40 / 1147) كتاب التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، ومسلم (1/ 509 / 738) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل.
(3)
رواه مسلم (1/ 512 - 514/ 746) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل، ومن نام عنه أو مرض، والشاهد في (ص 514).