الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة (1)، قال النووي:"وحكاه البخاري عن ابن عباس"(2).
واستدلوا بـ: ما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين (3).
وأُجيب بأن محل البحث الصلاة في المصلى بعد العيد، ولذلك قال الصنعاني:"ويجمع بينهما [أي بين حديث ابن عباس وحديث أبي سعيد] بأن المراد لا صلاة في الجبّانة"(4).
واستدل الحنفية بما ورد عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: "من صلى بعد العيد أربع ركعات كتب الله له بكل نبت نبتًا، وبكل ورقة حسنة"(5).
القول الرابع: إذا كانت الصلاة في المصلى لم يتنفل قبلها ولا بعدها، وإن كانت في المسجد تنفل قبلها:
(1) بداية المجتهد (1/ 322)، والمبسوط (1/ 311)، والمجموع (5/ 18).
(2)
ولكن الذي في البخاري (2/ 552) أن ابن عباس رضي الله عنهما كره الصلاة قبل العيد ولم يتعرض لذكر الصلاة بعدها، بل ما ورد في المتفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ قبل العيد ولا بعدها يرد ذلك، وكذلك روى عبد الرزاق (5624) أن ابن عباس كره الصلاة قبلها وبعدها.
(3)
رواه ابن ماجه (1/ 410 / 1293) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها، وحسنه الألباني في الإرواء (3/ 100) تحت حديث رقم (631).
(4)
سبل السلام (2/ 171).
(5)
هذا الحديث لم أجده في أي مصدر حديثي، ولا يذكره من الفقهاء أحد سوى الحنفية.
وهو مشهور مذهب مالك (1).
لما ورد من حديث أبي قتادة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"(2).
* الترجيح:
الذي يظهر لي أن المسألة فيها تفصيل:
فإذا كانت الصلاة في المصلى فلا يجوز أن يتنفل، لأن الوقت وقت كراهة أو تحريم، وليس للمصلى حكم المسجد من صلاة ركعتين تحية المسجد عند دخوله، فهي صلاة ليس لها سبب، حتى تجوز في وقت الكراهة، مع ترك النبي صلى الله عليه وسلم لها في المصلى، ولا معارض.
وإذا كانت الصلاة في المسجد، جازت الصلاة في وقت الكراهة باعتبارها تحية المسجد، فهي حينئذ صلاة لها سبب، فتجوز لأجل ذلك.
وبذا يكون القول الرابع هو القول الراجح إن شاء الله تعالى.
* * *
(1) بداية المجتهد (1/ 322).
(2)
رواه البخاري (1/ 640 / 444) كتاب الصلاة، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين، ومسلم (1/ 495 / 714) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تحية المسجد بركعتين.