الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيًا: اتفق القائلون بحرمة المولد وبدعيته والقائلون بجوازه على أنه لم يقع في عهد الصحابة رضي الله عنهم والتابعين
.
يقول أبو شامة - وهو من الذاهبين لإباحته -:
"من أحسن ما ابتُدع في زماننا من هذا القبيل ما كان يفعل بمدينة إربل - جبرها الله تعالى - كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع المرسلين، وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب أربل وغيره رحمهم الله تعالى"(1).
وقال ابن حجر - فيما نقله عنه السيوطي - وهو ممن يقول بإباحته: "أصل المولد النبوي بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة"(2)، وقد أقره السيوطي على ذلك.
ثالثًا: السبب في عدم ضبط تاريخ المولد أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يتحرون نقل ما لا يتعلق به عمل ولا عبادة
.
رابعًا: مع اتفاق الكل على أن المولد لم يقع الاحتفال به في زمن الصحابة ولا التابعين
، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى إباحته، فمنهم: أبو شامة (3)
(1) الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص 21).
(2)
الحاوي للفتاوى (1/ 196).
(3)
الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص 21).
والسخاوي (1)(2) والسيوطي وابن حجر (3).
وذهب بعضهم إلى أنه بدعة منهم:
ابن تيمية (4) والفاكهاني (5)(6) والشاطبي (7) وابن الحاج المالكي (8)
(1) هو: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الأصل، القاهري المولد، الشافعي المذهب، نزيل الحرمين الشريفين، ولد في ربيع الأول سنة (831 هـ) وهو من أخص تلاميذ ابن حجر العسقلاني، توفي سنة (902 هـ)، ومن مصنفاته (التبر المسبوك في ذيل السلوك)، (الضوء اللامع في تراجم أهل القرن التاسع)، وترجم لنفسه فيه، (فتح المغيث بشرح ألفية الحديث) وغيرها.
[شذرات الذهب (10/ 23)، الضوء اللامع (8/ 2)، النور السافر (ص 40)].
(2)
(التبر المسبوك في ذيل السلوك)(ص 14) نقلًا من كتاب (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل) لإسماعيل الأنصاري، مطبوع ضمن رسائل في حكم الاحتفال بالمولد (ص 631).
(3)
الحاوي للفتاوى (1/ 189)، وللسيوطي رسالة في المولد بعنوان:"حسن المقصد في عمل المولد"، مطبوعة ضمن كتاب (الحاوي).
(4)
الفتاوى الكبرى (4/ 414).
(5)
هو: عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي الإسكندري المالكي، تاج الدين الفاكهاني، عالم بالنحو، زار دمشق سنة (731 هـ) واجتمع بابن كثير، ولد سنة (654 هـ)، وتوفي سنة (734 هـ)، وله مصنفات منها (الإشارة) في النحو، (المنهج المبين) في شرح الأربعين النووية وغيرهما.
[الدرر الكامنة (3/ 178)، الديباج المذهب (286/ 370)، شذرات الذهب (8/ 169)].
(6)
المورد في عمل المولد مطبوع مع مجموعة كتب بعنوان: رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي (ص 8) لمجموعة من العلماء، دار العاصمة - طبعة حديثة (1425 هـ - 2006 م).
(7)
الاعتصام (232، 318).
(8)
المدخل (2/ 5).