الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد "بالنجم" وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس (1).
ومما ورد فيه أنه لم يسجد:
- ما ورد عن عطاء بن يسار أنه سأل زيد بن ثابت رضي الله عنه فزعم أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم "والنجم" فلم يسجد فيها (2).
قال النووي: "احتج به مالك (3) رحمه الله تعالى ومن وافقه في أنه لا سجود في المفصل وأن سجدة "النجم" و "إذا السماء انشقت" و "اقرأ باسم ربك" منسوخات بهذا الحديث .....
ثم قال: وهذا مذهب ضعيف، فقد ثبت حديث أبي هريرة رضي الله عنه المذكور بعده في مسلم قال: سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في "إذا السماء انشقت" و "اقرأ باسم ربك"، وقد أجمع العلماء على أن إسلام أبي هريرة رضي الله عنه كان سنة سبع من الهجرة، فدل على السجود في المفصل بعد الهجرة.
ثم قال: وأما حديث زيد رضي الله عنه فمحمول على بيان جواز ترك السجود، وأنه سنة ليس بواجب ويحتاج إلى هذا التأويل للجمع بينه وبين حديث أبي هريرة رضي الله عنه " (4).
(1) رواه البخاري (2/ 644 / 1071) كتاب سجود القرآن، باب سجود المسلمين مع المشركين.
(2)
رواه البخاري (2/ 645 / 1073) كتاب سجود القرآن، باب من قرأ السجدة ولم يسجد، ومسلم (1/ 406 / 577) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة.
(3)
انظر: التمهيد لابن عبد البر (6/ 69).
(4)
شرح صحيح مسلم (5/ 79).
قال ابن حجر: "ترك السجود فيها في هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقًا؛ لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه كان بلا وضوء، أو لكون الوقت كان وقت كراهة، أو لكون القارئ كان لم يسجد
…
، أو ترك حينئذ لبيان الجواز وهذا أرجح الاحتمالات، وبه جزم الشافعي لأنه لو كان واجبًا لأمره بالسجود، ولو بعد ذلك" (1).
قال الخطيب البغدادي (2): "ليس في هذين الحديثين تضاد، ولا أحدهما ناسخ للآخر، وفيهما دليل على أن سجود التلاوة ليس بحتم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في النجم تارة، وترك السجود فيها تارة أخرى، والمستحب أن لا يترك، وهذا اختلاف من جهة المباح"(3).
* * *
(1) فتح الباري (2/ 645 / 646).
(2)
هو: أحمد بن علي بن ثابت، أبو بكر الشهير بالخطيب البغدادي، ولد سنة 392 هـ، أحد مشاهير الحفاظ والمؤرخين، كان حنبلي المذهب ثم أصبح شافعيًا، سُمي الخطيب لأنه كان يخطب بدرب ريحان، تفقه على أبي الطيب الطبري وغيره من أصحاب الشيخ أبي حامد الإسفرايني، من تصانيفه:"تاريخ بغداد"، و "الكفاية في علم الرواية"، و "الفوائد المنتخبة"، توفي في بغداد سنة 463 هـ.
[سير أعلام النبلاء (13/ 590)، طبقات الشافعية لابن السبكي (4/ 29)، البداية والنهاية (16/ 27)، شذرات الذهب (5/ 262)].
(3)
الفقيه والمتفقه (1/ 539) لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق: عادل بن يوسف عزازي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى، جمادى الأولى (1417 هـ - 1997 م).