الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبناء على ذلك كله فالصحيح هو ما عليه عامة الفقهاء من جواز الزيادة عن إحدى عشر ركعة في القيام في رمضان وغيره ولا يقال: إن ذلك بدعة، مع التنبه إلى أن الأفضل هو موافقة حال النبي صلى الله عليه وسلم من عدم الزيادة، وبحثنا إنما هو في الجواز أو عدمه، ومع ذلك فالتأصيل الذي بنى عليه الشيخ الغماري ما ذهب إليه تأصيل غير صحيح، وذلك لأن هذه المسألة ليست داخلة تحت "ما سكت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو عفو"؛ لأن ذلك الحديث ليس في التعبدات المحضة، إنما في أمور المعاش مما لا يقصد بها التعبد وقد سبق بيان ذلك.
وقد قال ابن تيمية: "لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان عددًا معينًا". . . ثم ذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومذاهب السلف ومذاهب العلماء في ذلك، ثم قال:"وهذا كله سائغ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن، والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين"، ثم قال:"ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره، ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقَّتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ" اهـ (1).
المطلب الثاني: إحياء ليلة النصف من شعبان:
أي بالقيام، وذلك ل
ما ورد في فضل هذه الليلة
عن سائر الليالي.
ما ورد في فضل هذه الليلة:
ورد في فضل هذه الليلة عدة أحاديث فمن ذلك:
= إمكان انعقاد الإجماع لم يخالفوا في إمكانه في عصر الصحابة.
(1)
الفتاوى الكبرى (2/ 114).
1 -
ما ورد من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر"(1).
وهذا الحديث قال عنه ابن رجب: إسناده ضعيف (2).
2 -
ما ورد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال:"أكنتِ تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ " فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال:"إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب"(3).
ونقل الترمذي عقبه عن الإمام البخاري تضعيفه لهذا الحديث (4).
(1) رواه ابن ماجه (1/ 444 / 1388) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
(2)
لطائف المعارف (ص 321)[(لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف)، تأليف: الإمام الحافظ زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي، تحقيق: عامر بن علي ياسين، دار ابن خزيمة، السعودية الرياض، ط. الأولى (1428 هـ 2007 م)]، بل قال الألباني في الضعيفة (5/ 154 / 2132): هذا إسناد مجمع على ضعفه.
(3)
رواه الترمذي (3/ 116 / 739) كتاب الصوم، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وابن ماجه (1/ 444 / 1389) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
(4)
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (253/ 1761) وفي السلسلة الصحيحة (3/ 138) تحت حديث رقم (1144).