الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انتفاء المساواة بين المرأة والرجل في العمل، على الرغم من أنها -المساواة- أحد الشعارات التي شدوا المرأة من خلالها؛ لتعمل في أعمال الرجال، لقد أعطوها أجرًا أقل من الرجل، وما زالوا يعطونها أجرًا أقل.
وقرأنا في الإحصاءات أن الرجال يأخذون رواتب بنسبة 34 في المائة من رواتب النساء، ولم يفتحوا أمامها جميع الأعمال، فقد قرأنا أيضًا أنه على الرغم من (455) مهنة تمَّ إحصاؤها فقد لوحظ أن النساء يتواجدن بكثافة في قرابة 20 مهنة فقط، ولم يوفروا لها أعمالًا مستقرة، فقد قرأنا أن العمل بدوام جزئي مخصص للنساء؛ إذ يشمل نسبة تصل إلى 25 في المائة بينما لا تصل نسبته عند الرجال إلى أكثر من 2 في المائة فقط.
وأردؤها مرفهة لهم، شاغلة لأوقاتهم، ولهذا ارتفعت نسبة المشتغلات في فنون المنوعات إلى 41 في المائة، ولم تتجاوز نسبة 6 في المائة في أعداد النواب ومديري الإدارات (1).
استقلت المرأة اجتماعيًا، أجل، ولكنها دفعت ثمنًا غاليًا كما جاء في كتاب:"المعهد الوطني الفرنسي":
1 -
وحدة.
2 -
مسئوليات في العمل أكثر من الرجال.
3 -
أجور أقل.
4 -
أقساط من الراحة أقل.
الوجه الثاني عشر: الضرر الصحي على المرأة
.
إن خروج المرأة إلى العمل أدَّى إلى ضعفها صحيًّا حيث أظهرت أحدث الدراسات الأمريكية أن دخول المرأة ميدان العمل كان له تأثير كبير على توازنها النفسي، فالملاحظ أن نسبة كبيرة من النساء العاملات يعانين التوتر والقلق الناتج عن المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهن، والموزعة ما بين المنزل والزوج والأولاد والعمل، فقد سجلت الإحصائيات الأخيرة
(1) من أجل تحرير حقيقي للمرأة صـ 122.
أن 76% من نسبة الأدوية المهدئة تصرف للنساء العاملات، كما كان من نتيجة هذا التوتر ارتفاع نسبة تدخين السجائر بين النساء (1)، وكلنا يعلم أضرار التدخين على الصحة وغيرها.
وجاء في جريدة الأهرام (1) أيضًا: لقد أصبحت نسبة عدد النساء المهددات بالإصابة بأمراض القلب تزداد يومًا بعد يوم -هذا ما يصرح به أخصائيو أمراض القلب في العالم فبعد أن كانت من الأمراض التي يتعرض لها الرجال بنسبة أكبر أصبح اليوم يتعرض لها الجنسان بنفس النسبة، وقد أرجعت المحررة مرفت عثمان السبب في ذلك إلى تعرض النساء لنفس الانفعالات والظروف التي يتعرض لها الرجال الناتجة عن متطلبات العمل.
ويؤكد ذلك ما قاله الدكتور أحمد مصطفى عيسى، أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهر، أن إصابة القلب من تصلب الشرايين وإصابات الذبحة، كانت مقصورة على الرجال في الخمسينيات، أمَّا المرأة فكانت لا تُصاب بهذه الأمراض؛ لأنها في حماية طبيعية نتيجة وجود هرمون الإستروجين، وهذا الهرمون يمنع تراكم الدهنيات وتصلب الشرايين لدرجة أن بعض الرجال كانوا يعالجون بهذا الهرمون الأنثوي؛ لإنقاذهم من مضاعفات تصلب الشرايين، وتراكم ثلاثيات الجلسرين التي تسبب الإصابة بالذبحة الصدرية.
ولكن بعد أن دخلت المرأة مجال العمل وأصبحت تتعرض لعوامل التوتر والضغوط النفسية نتيجة لمشاكل الحياة الحديثة، بالإضافة إلى تحملها مسئولية العمل في المنزل أصبح هذا الهرمون لا يستطيع أن يحميها فأصيبت المرأة بالذبحة الصدرية، وتصلب الشرايين وضغط الدم وغير ذلك.
تقول طبيبة نمساوية: كنا نظن أن انخفاض نسبة الولادات بين العاملات ترجع لحرص المرأة العاملة على التخفيف من أعباء الحياة في الحمل والولادة والرضاع تحت ضغط الحاجة إلى الاستقرار في العمل، ولكن ظهر من الإحصائيات إن هذا النقص يرجع إلى عقم استعصى علاجه، ويرجع علماء الأحياء سبب ذلك إلى قانون طبيعي معروف وهو أن الوظيفية تخلق
(1) جريدة (الأهرام المصرية) 15/ 11/ 1981 م.