الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأما دخولهم في المقيد ففي قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} (التوبة: 31) فوصفهم بأنهم مشركون.
وسبب هذا: أن أصل دينهم الذي أنزل اللَّه به الكتب وأرسل به الرسل ليس فيه شرك كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} (الأنبياء: 25)، وقال تعالى:{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)} (الزخرف: 45)، وقال:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، ولكنهم بدلوا وغيروا فابتدعوا من الشرك ما لم ينزل به اللَّه سلطانًا فصار فيهم شرك باعتبار ما ابتدعوا لا باعتبار أصل الدين، وقوله تعالى:{وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} (الممتحنة: 10) هو تعريف الكوافر المعروفات اللاتى كن في عصم المسلمين وأولئك كن مشركات لا كتابيات من أهل مكة ونحوها. (1)
الوجه السابع: الرد على قولهم كيف يبيح اللَّه زواج الكتابيات وقد أمر بعدم موالاة أهل الكتاب واتخاذهم أولياء
.
كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} (المائدة: 51) والموالاة تشمل المحبة والنصرة والزوج لا بد أن يحب امرأته وقد يميل إلى بعض ما تهوى مما لا يقره الإسلام؟
والجواب من وجوه:
1 -
أن اللَّه تعالى الذي نهى المسلمين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، هو الذي أحل نساء أهل الكتاب للمسلمين، وهو يعلم -تعالى- ما يترتب على ذلك، والمؤمن مأمور أن يتقي اللَّه ما استطاع.
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (9/ 240).