الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حظ الرجل، كما أن الشرع الإسلامي كفل حماية المرأة أن تكون مهينةً مبتذلةً تحمل هم العيش والكد؛ لكسب لقمة الغذاء، لكي تتوفر على هذه المُهمَّة. (1)
الوجه الثالث: أيهما أولًا أسرتها أم وظيفتها
؟
إن الأعمال الوظيفية والمهنية عندما تتزاحم بحكم المتطلبات الأسرية والاجتماعية، فلا مناص من اتباع ما يقتضيه سلم الأولويات، في تفضيل الأهم، فما دونه، فما دونه، من حيث رعاية الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينات من مصالح المجتمع.
إن المرأة المتزوجة التي أنجبت أطفالًا، يلاحقها المجتمع بطائفة من الأعمال الكثيرة، التي لا تقدر في الأغلب على النهوض بها كلها، فهي ملاحقة برعاية زوجها وتوفير مقومات إسعاده، وهي ملاحقة في الوقت ذاته برعاية أطفالها وتربيتهم، كما أنها بحكم ثقافتها واختصاصها العلمي الذي تتمتع به، مدعوة إلى أن تساهم في خدمة مجتمعها من خلال وظيفة تعليمية في إحدى المدارس، وقد تكون ذات نشاط اجتماعي فهي مدعوة بحكم مزيتها هذه إلى أن تبذل من نشاطها هذا ما تساهم به في رعاية مجتمعها وحل بعض مشكلاته.
إن الوقت لا يسعفها في النهوض بسائر هذه المهام والوظائف، وهي كلُّها جيدة ومفيدة، فما الحل الذي يجب المصير إليه؟ .
ليس ثمة حل منطقي سليم، إلا اللجوء إلى ما تقتضيه رعاية سُلَّم الأولويات.
وسلم الأولويات يقول، فيما يقرره سائر علماء الاجتماع: إن نهوض الزوجة الأم بمسئولية رعاية زوجها وتربية أولادها والعمل على تنشئتهم النشأة الصالحة، يرقى إلى مستوى الضروريات من مصالح المجتمع.
ذلك لأن صلاح الأسرة هو الأساس الأول لصلاح المجتمع، فإذا فسدت الأسرة، وعصفت بها رياح الفوضى والإهمال، فإن سائر الأنشطة العلمية والثقافية، يتبعها سائر القوى والمدخرات الاقتصادية، لا يمكن أن يحل محل الأسرة في إقامة المجتمع على نهج
(1) عمل المرأة واختلاطها صـ 42: 41.
سوي إنَّ المجتمع كان ولا يزال هو التابع لحال الأسرة وما هي عليه من صلاح وفساد، ولم يثبت عكس ذلك في وقت من الأوقات.
وانطلاقًا من هذا الواقع، فإذا لم تتمكن الزوجة الأم، من الجمع بين النهوض بمهام الأسرة، والأنشطة الثقافية والاجتماعية الأخرى، فإن عليها فيما يقضي به اتباع سلم الأولويات - أن توفر وقتها للنهوض بالضروري الذي هو السهر على رعاية الأسرة، وإن اقتضى ذلك التضحية بوظائف وأعمال أخرى.
ويزداد الحق في هذا الذي نقوله وضوحًا، عندما تجد الزوجة نفسها مندفعة إلى الوظيفة أو العمل، لمجرد طمع في وجاهة اجتماعية، أو لمجرد رغبة في التمتع بمزيد من المال. إنها في هذه الحالة تغامر بدون شك بحياتها الزوجية أو بالسعادة التي ينبغي أن تشيع بينها وبين زوجها، كما تغامر بما قد يكون أهم من ذلك، ألا وهو رعاية الأولاد والتفرغ لحسن تربيتهم، في سبيل هوى من الأهواء العابرة، وابتغاء متعة سرعان ما تتحول إلى أعباء ثقيلة من المغارم. (1)
في بحث علمي نفسي نشرت جريدة أخبار اليوم القاهرية 11/ 4/ 1987 م ما يلي: لقد حصلت المرأة في العالم على بعض المناصب العليا، ولكن إذا أحصينا عدد الرجال والنساء بالنسبة لهذه الوظائف نجد الرجل يحتل 90% إن لم يكن أكثر، ويقول علماء النفس: إن عدم تولي المرأة المناصب الكبيرة، بنسبة متساوية مع الرجل، لم يكن بسبب عدم جهدها، أو قلة ذكائها، وإنما هناك عوامل أخرى تتحكم في حياتها وطبيعتها، فهي مطالبة بأعمال المنزل، وهي التي تعني بأفراد العائلة كلها، والمرأة إذا أعطت كل الوقت لعملها، فهي تشعر بالذنب في داخلها، ذلك أنه حين يكون المنزل غير مرتب فإنها تشعر بالذنب في داخلها، فهي تحس أن المنزل هو عنوانها، ومهما علت في المناصب فإن المنزل مملكتها، وذلك بعكس الرجل، والمرأة لا تشعر بالراحة إذا تركت أولادها وزوجها بدون طعام،
(1) المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني صـ 64.