الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورد في تقرير رسمي خطير لوزارة الشئون الاجتماعية السويدية: أعلنت الدولة أن 25 % من السكان في السويد مصابون بأمراض عصبية ونفسية، وأن 30 % من مجموع المصروفات الطبية في السويد تنفق في علاج الأمراض العصبية والنفسية، وأن 40 % من مجموع الأشخاص الذين يحالون إلى التقاعد قبل من المعاش بسبب العجز التام عن العمل هم من المرضى المصابين عقليًا (1).
واقع الحال في الغرب اليوم:
وقد بلغ الأمر اليوم أفظع بكثير مما تصوره ول ديوارنت والكسي كاريل وغيرهم من الفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين. فقد نشرت الصحف في بريطانيا عام قصة مدرسة شابة في الخامسة والعشرين كانت تدرّس لمجموعة من الأولاد المراهقين. . وكانت تقوم بتدريسهم الجنس عمليًا في الفصل، وتخلع ثيابها قطعة قطعة أمامهم. . فما كان من إدارة المدرسة إلا أن أبلغت وزارة التربية والتعليم، واتفقت الإدارة والوزارة على إيقاف هذه المدرسة الشابة وطلب منها أن تكف عن عرض دروسها المثيرة على الطلبة المراهقين. . وفي اليوم التالي نشرت جريدة الديلي ميرور DAILY MIRROR صورة هذه المدرسة الجميلة عارية في صفحتها الأولى. . وقامت بحملة ضخمة ضد إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم الرجعية التي تمنع هذه الشابة العبقرية من مواصلة دروسها المهمة لتعليم الشاب المراهق الجنس! ! ودعت الصحيفة إلى قيام مظاهرات تأييدًا للمدرسة الشابة وحريتها في التعبير ودعوتها إلى مواصلة جهودها العظيمة في تربية النشء تربية جنسية سليمة خالية من العقد! ! وبالفعل قامت في الأيام التي تلت نشر هذه المقالات مظاهرات ضخمة تؤيد المدرسة الشابة فيما فعلته وتطالب بإعادتها فورًا إلى حقل التدريس. . الذي خسر خسارة هائلة بإيقافها!
(1) معاناة المرأة في الغرب 3 - 9.
ولم تجد إدارة المدرسة الموقرة ووزارة التربية والتعليم بدًا من إعادة المدرسة الشابة إلى ممارسة وظيفتها الحيوية مع الشباب المراهق، وانصاعت صاغرة للرأي العام الذي هيجته الجرائد الواسعة الانتشار (الديلي ميل والديلي ميرو). . وهكذا كسبت حرية المرأة وحرية الجنس قضيتها ضد إدارة المدرسة ووزارة التربية الرجعية! !
هل تصدق أن هذا قد حدث! إنه أمر أشبه بالأسطورة والخيال. .
دولة تدعي أنها في قمة الحضارة -وما أتعسها من حضارة- تقوم فيها مدرسة شابة بتلقين طلبتها المراهقين الجنس عمليًا في المدرسة. . وضمن برامج التعليم! ولا تستطيع إدارة المدرسة ووزارة التربية حتى أن توقفها عن إسداء دروسها ونصائحها العملية في هذا المجال، وتقوم حملة صحفية ضخمة تأييدًا للمدرسة التي تبذل جسمها لتعليم الطلبة الجنس على الأسس العلمية الصحيحة! !
نعم. . نعم هل تصدق أن هذا يمكن أن يحصل. . وباسم التقدم والعلم والحرية والمساواة. . الخ. . الخ. . وفي بلد محافظ بطبيعته كما يقولون في بريطانيا! !
إنها بشارة لنا ونذير لهم بقرب نهاية هذه الحضارة النكدة والتعيسة، ونهاية هذه الأمم التي فجرت وتجبرت وطغت. .
وربما يظن القارئ أننا نبالغ كثيرًا في هذا الوصف. . وله الحق في ذلك، ولكن مثقفينا الذين عاشوا في أوروبا وأمريكا فترة كافية من الزمان يعرفون هذه الحقائق معرفة جيدة ولا يستطيعون إنكارها وربما يقولون ليس كل الناس في أوروبا على هذه الشاكلة، ونقول لهم نعم، صدقتم ولا يمكن أن يكون الناس جميعًا على هذا المستوى المنحط من البهيمية والحيوانية ولكن يكفي أن توجد هذه الحالات ويسكت عنها المجتمع، فكيف وأنت ترى من واقعة المدرسة الشابة أن أجهزة الأعلام وجزءًا كبيرًا من الرأي العام يؤيد تدريس الجنس عمليًا للفتيان والفتيات، كما يقر الرأي العام بأغلبيته تدريس الجنس حتى للأطفال وهو أمر واقع ومقرر. ونحن نتحدى من ينكر هذا الواقع.
وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط الصادرة في 6/ 1/ 1980 مقالًا تحت عنوان "شيء للتفكير" بأن أعظم خطر يتهدد المجتمعات الغربية هو التدهور الأخلاقي وليس خطر التضخم أو التسلح أو حتى نشوب حرب عالمية ثالثة، ونقل ذلك عن عدد من كبار المفكرين الغربيين قائلًا "ويتفق عدد منهم على أن أعظم تلك الأخطار هو الخطر الكامن في التدهور الأخلاقي الذي يتمثل في فوضى الجنس وانحلال بناء الأسرة التقليدي".
مليون طفل من الزنا كل عام في أمريكا ومليون حالة إجهاض: "ومن أبلغ ما كتب بهذا الصدد مقال لكاتب أمريكي نشره قبل أيام في صدر أحدى المجلات الفكرية الكبرى ويحذر فيه الغرب من عواقب ذلك التدهور الذي سيحول الدول الغربية -في رأيه- إلى دوائر إغاثة وإعاشة "لضحايا الجنس والطلاق" يستهل مقاله بقوله: أن إحصائيات عام 1979 تدق ناقوس الخطر، فعدد اللواتي يلدن سنويًا من دون زواج شرعي وفي سن المراهقة لا يقل عن ستمائة ألف فتاة بينهن لا أقل من عشرة آلاف فتاة دون سن الرابعة عشر من العمر. وإذا أضيف إلى ذلك عدد اللواتي يلدن بدون زواج بعد سن المراهقة فإن العدد الإجمالي يتجاوز المليون. . ومعنى هذا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستقبل مليون طفل سنويًا (من الزنا والسفاح) وأن على الدولة أن تقوم بإعالتهم وأمهاتهم مما يشكل كارثة اقتصادية لأن كل طفل يكلف الدولة ما يقرب من 18 ألف دولار. . ومما يزيد في حجم الكارثة ارتفاع نسبة الطلاق فقد بلغت في عام 1979 ما يقرب من 40 بالمئة من جميع حالات الزواج، ومعنى هذا أن على الدولة أن تقوم بإعالة المطلقات اللائي لا يعملن".
ويعلق الدكتور محمود زائد كاتب المقال في الشرق الأوسط قائلًا: "والكارثة في الواقع ليست اقتصادية فحسب، فهي اجتماعية قبل كل شيء وقد تزلزل بنيان الأسرة التقليدي وتهدم. وفي هذا عبرة وأي عبرة للدولة النامية". اهـ
وإذا علمنا أن هناك ما يزيد عن مليون حالة إجهاض تجري في الولايات المتحدة سنويًا (39). . وأن وسائل منع الحمل منتشرة، بل وتقوم المدارس بتدريسها للطلبة والطالبات