الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العضو، وهذا يعني أن وظيفة الأمومة خلقت خصائص مميزة للأنوثة، وإنها لابد أن تضمر تدريجيًا بانصراف المرأة عن وظيفة الأمومة بسبب اندماجها مع عالم الرجال.
وأيضًا إن نسبة كبيرة من العاملات يعانين من التوتر والقلق الناجمين عن المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهن والموزعة بين المنزل والأولاد والعمل.
كشفت دراسة أجرتها إحدى المتخصصات السعوديات (د. أسماء الحسين) وجاء فيها (57%) من النساء السعوديات العاملات يعانين من الاكتئاب، بسبب توتر العلاقات الزوجية (1).
الوجه الثالث عشر: وهل سلمت المرأة في عملها من الذئاب البشرية
.
إن المنادين بوجوب خروج المرأة للعمل لم يوفروا لها الحماية من الابتزاز الجنسي في العمل.
نشرت مجلة النيوزويك الأمريكية في عددها الصادر في 17 مارس 1980 تحقيقًا عامًا بعنوان: Abusing sex at the office" سوء استخدام الجنس في المكاتب"، وبعنوان فرعي: sexual Harrassment the boss dirty little fringe benefit، is out of the closet، and its illegal
" إن مضايقة الرئيس لمرؤوسيه جنسيًّا أمر قد خرج عن دورة المياه -أي عن السرية- وأصبح غير قانوني".
وتقول المحامية جوديت كيرتز من فرانسسكو: إن النساء بدأن يدركن أن هذه المضايقات الجنسية نوع من التفرقة بين الجنسين وليست أمرًا يسيرًا (and its not o.k) إن الزيادة في الشكاوى من المضايقات الجنسية في العمل توازي الزيادة في عدد العاملات في الولايات المتحدة، ومع هذا فلا تزال المرأة في مجال العمل مرءوسة برجل في أغلب الحالات، وأكثر العاملات هن سكرتيرات، أو كاتبات على الآلة الكاتبة، أو بائعات في المتاجر والحوانيت والمراكز التجارية - السوبر ماركت - أو نادلات - جرسونات - وفي كل
(1) جريدة (الوطن) 30/ 9/ 2002 م.
تلك الأحوال يكون رئيسها المباشر رجلًا تعمل من أجله ولحسابه، وله سلطة عليها، ويملك أن يرفع أجرها أو يخفضه، ويمكن أن يرقيها في وظيفتها أو يطردها منها، وعليها أن ترضيه؛ لتبقى في وظيفتها، ولتترقى فيها، وليزداد أجرها، ومن ضمن تلك الترضية السكوت على اعتداءاته الجنسية أو موافقته عليها.
وتقول الأستاذة جاكلين بولس من جامعة جورجيا: ليس الدافع إلى هذه المضايقات هو الرغبة الجنسية الجامحة لدى الرجل، فإنه يستطيع بكل سهولة ويسر قضاءها كيفما أراد، ولكنها الرغبة العارمة في إظهار القوة. نعم، إن هذه المضايقات الجنسية تشبه إلى حد كبير حالات الاغتصاب التي انتشرت في الولايات المتحدة انتشارًا ذريعًا، والتي ليس دافعها الرغبة الجنسية؛ إذ الجنس متوفر لمن أراد وبدون أي كلفة، ولكن دافعها الحقيقي هو حب السيطرة وإظهار القوة.
وتقول كيرين سويفيجن رئيسة معهد النساء العاملات في نيويورك: إن المضايقات الجنسية لا تقتصر على الاعتداء الجسدي بل إن الكلام البذيء والنكت الفاضحة تشكل نوعًا من الاعتداء على المرأة الحساسة، وليس كل النساء يستطعن تحمل هذا الكلام البذيء والنكت الفاضحة، فكم من واحدة أصيبت بالأمراض الجسدية مثل الصداع والقيء وعدم النوم وفقدان الشهية؛ نتيجة لهذا الوضع السيئ التي تضطر فيه المرأة العاملة إلى سماع هذه الاعتداءات الجنسية الكلامية؟ !
وكم من واحدة اضطرت إلى أخذ الحبوب المهدئة، لتستطيع الذهاب إلى العمل كل صباح وسماع تلك الأسطوانة الممجوجة من الغزل البذيء؟ ! .
ولقد اضطرت بعض النساء الحساسات إلى ترك أعمالهن بسبب هذا الاعتداء الكلامي، وقالت أحد السكرتيرات اللائي اضطررن للاستقالة من وظيفتها في أتلانتا بالولايات المتحدة؛ نتيجة لهذه البذاءة الكلامية: إنهم يعرونك من كرامتك.