الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد دلَّ على ذلك ما روي عن هند بنت الحارث "أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها، أن النساء في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، كن إذا سلمن من المكتوبة، قمن وثبت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء اللَّه، فإذا قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام الرجال".
ومما سبق يتبين لمن عنده ذرة من إنصاف أن المرأة في الإسلام ليست حبيسة، كما يدعي البعض، فقائل هذا القول، لا يخرج حاله عن وصفين فهو: إما جاهل بأحكام الإسلام، وإما حاقد للإسلام.
الوجه الثالث: حال المرأة في الكتاب المقدس
عليها أن تلزم بيتها وتخضع لزوجها:
يتحدث بولس عن واجبات النساء قائلًا: مُتَعَقِّلَاتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلَازِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالهِنَّ، لِكَيْ لَا يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللَّه (تيطس 2: 5).
هذا ولا يحل للمرأة في الكنيسة القبطية أن تكون حاضرة بتاتا أثناء قيام الكاهن بإعداد القربان المقدس. هذا القربان لا يقوم بإعداده سوى كاهن أو راهب بعد غروب الشمس عشية السبت السابق للقداس ولا يحل للمرأة الحائض أن تتناول من هذا القربان المقدس بل ولا أن تدخل الكنيسة كما هو معروف ومتبع لديهم، وقد نقل ابن العسال في المجموع الصفوي نص القانون الصادر في مجمع نيقية في ذلك وهو:(لا تدخل الحائض الكنيسة ولا تتقرب إلى أن تنقضي أيام حيضتها ولو كانت من نساء الملوك وإن تعدى على ذلك كاهن فليسقط)(ومن الأمور المحرمة على المرأة المسيحية هي دخولها للهيكل عامةً، وهذا المنع كان ضمن القوانين التي صدرت في المجمع الثامن في اللاذقية وقد أصدر هذا المجمع 59 قانونًا من بينها تحريم دخول النساء الهيكل، كما هو مذكور في كتاب (مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة) للعالم النصراني ابن كبر من علماء القرن الرابع عشر - الجزء الأول - ولا ندري كيف يتفق كل هذا مع قولهم إنه لا ذكر أو أنثى في المسيح بل الجميع واحد وبالمسيح وللمسيح؟ !
وأخيرًا ننقل لك -عزيزي القارىء- ما ذكره المفسر المسيحي -وليم باركلي- عن المرأة ومنزلتها بحسب النظرة اليهودية فيقول: بحسب الناموس اليهودي كانت المرأة تعتبر أقل من الرجل بكثير. فقد خلقت من ضلع من أضلاع آدم (تكوين 2: 22 و 23)،
وخلقت لأجل الرجل لتكون معينًا له ورفيقًا (تكوين 2: 18). ويصور التلمود، تفسيرًا لذلك، فيقول والكلام للمفسر المسيحي وليم باركلي: إن اللَّه لم يخلق المرأة من رأس الرجل لئلا تتكبر وتتفاخر عليه ولا من عينه لئلا تحقد وتحسد، ولا من يده لئلا تصبح طماعة جشعة، ولا من قدمه لئلا تصبح مجرد جسم هائم على وجهه، ولكنه خلقها من ضلع من أضلاعه. والضلع دائمًا مغطى، ولذلك فالتواضع ينبغي أن يكون صفتها الأولى". ومن الحقائق التعسة أن المرأة بحسب الناموس اليهودي كانت تعتبر شيئًا، وجزءًا من ممتلكات زوجها، له عليها السلطان الكامل وحق التصرف المطلق.
وفي السنهدريم مثلًا، لم يكن للنساء أي حق في المشاركة في العبادة، ولكنهن كن يعزلن تمامًا عن الرجال في رواق خاص يغلق عليهن في أي جزء من المبنى. ولم يكن يخطر بالبال، بحسب الناموس والتقليد اليهودي، أن النساء يمكن أن يطالبن بأي نوع من المساوة مع الرجال.
وفي (1 كورنثوس 10 - 11) نجد عبارة غريبة وهي أن النساء يجب أن تتغطي "من أجل الملائكة". ولسنا نستطيع أن نحدد ما تعنيه هذه العبارة على وجه التأكيد، ولكن من المحتمل جدًّا أنها تحمل المعنى عينه الذي ورد في القصة القديمة الغريبة الواردة في (تكوين 6: 21) التي تحكي لنا كيف وقع الملائكة في شرك فتنة النساء الحسنات وهكذا أخطأوا. فربما تكون الفكرة أن السيدة غير المغطاة تكون تجربة وفخًّا حتى بالنسبة للملائكة، لأن تقليدًا تلموديًا قديمًا يقول إن الذي أغوى الملائكة كان جمال شعر النساء الطويل. (1)
* * *
(1) نقلًا عن تفسير الدكتور وليم باركلي للعهد الجديد.