الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معايشة الأطفال طويلًا -ويعلم هذا جيدًا معلمو المرحلتين الابتدائية والمتوسطة- سبب في إثارات متعددة للانفعالات النفسية، الانفعالات التي تهدأ سريعًا لدى المرأة بينما يستمر أثرها طويلًا على الرجل.
ومن هنا نجد أن المرأة أصبر في تربية الأطفال من الرجل.
ولعل في القصة التي ذكرناها آنفًا خير دليل.
فالزوج لم يكن يملك هذه القدرة على احتمال بكاء طفلته بينما كانت الزوجة -الأم- تمتلكها.
فلا شك أن الطفلة بكت مرارًا، ولكن أمها لم تكن ليصل ضيقها بها إلى حد أن تدق رأسها بالطاولة ثم تلقى بها على الأرض.
وتأملوا صورة أبسط في المقارنة.
هل وجدتم أمًّا تضيق ليلًا بطفلها أو طفلتها، فتغادر الغرفة إلى غرفة أخرى؛ لتواصل نومها تاركة طفلها يبكى؟ !
إننا نجد كثيرًا من الآباء يضيقون ببكاء أطفالهم ليلًا، فيغادرون إلى غرف أخرى، ليوصلوا نومهم فيها (1).
الوجه الثامن عشر: مهما فعلت فهي أم
.
مهما شاركت المرأة في العمل السياسي، وتقلدت في مناصب الحكم، فإنها لا تستطيع أن تتجرد من عواطفها، ولا يمكنها أن تتخلى عن أنوثتها، ولهذا فإننا كثيرًا ما نجدها إلى هذه الأنوثة وهي في أوج مجدها السياسي وتتغلب عليها عاطفتها وهي مسئولة سياسية تقتضي منها هذه المسئولية أن تكون عقلانية لا تخضع لعاطفتها.
هذه رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر يُفقد ابنها في صحراء شمال إفريقيا بينما كان في جولة هناك، فتظهر على شاشات التلفزيون وهي تبكى، وتظل في حالة انهيار تام، تعتذر بسببها عن ممارسة عملها كرئيسة للوزراء حتى عثروا على ابنها المفقود.
(1) رسالة إلى حواء صـ 160: 158.
وأنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند الراحلة، كانت عند ذكر ابنها سانجاي الذي قتل في حادث طائرة تعود امرأة ضعيفة وأمًّا مثل سائر الأمهات الثكالى، فألم الفراق مازال ينزف في فؤادها، فقد كان سانجاي نقطة الضعف الكبرى في حياتها عملت في سبيله المستحيل وكادت تفقد مكانتها السياسية عندما خذلها الناخبون في الانتخابات.
وغاندي أيضًا مثل سائر النساء تهتم بمظهرها وتحرص على شكلها تقول: عندما تعلو إبرة الميزان عن سبعة وخمسين كيلو غرامًا أمتنع مدة أربع وعشرين ساعة.
وهي كما تصفها إحدى الصحف شأنها شأن كل امرأة في العالم، تكن إلى حياة الأسرة وتتلهف إلى الاجتماعات الأسرية، وتترقب بشوق السهرات برفقة ابنها راجاي وزوجته سونيا وولديهما.
وإذا كانت شهادة تاتشر وشهادة غاندي لم تأتيا على لسانيهما صراحة وإنما نطقت بهما حالهما فإن غيرهما من النساء الشهيرات يعلن شهادتهن في صراحة واضحة لا تحتاج إلى تعليق أو بيان.
أجاثا كريستي الكاتبة الإنجليزية الشهيرة وصاحبة أشهر القصص والمسرحيات البوليسية تقول في كتاب صدر عن حياتها في عام 1978 م "العام الذي توفيت فيه".
"إن المرأة الحديثة مغفلة؛ لأن مكانة المرأة في المجتمع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، نحن النساء نتصرف تصرفًا أحمقًا؛ لأننا بذلنا الجهد الكبير خلال السنوات الماضيات للحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجل.
والرجال هم غير أغبياء شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقًا من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج.
إنه من المحزن أننا أصبحنا اليوم -بعد أن أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف الضعيف- نتساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده.
لقد كانت المرأة في الماضي تعمل في الحقل، وفي المنزل من أجل إرضاء الرجل ونجحت المرأة بعد ذلك في إقناع الرجل أن مكانها في المنزل، وأن ضعفها الجسماني لا