الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا عز كفرانك لا سبحانك
…
إني رأيت الله قد أهانك
ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي، وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم فجرح خالد فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفث في جرحه فبرأ وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل فأسره وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمّره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم: مالك بن نويرة في بني يربوع من تميم، وغيرهم، وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته فلا يزال منصورًا، ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل أرجى من -لا إله إلا الله- وأنا متترس بها. (1)
الوجه الثالث: أمور جرت لخالد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالفسق أو أنه يستحق الرجم، بل يبين له الصواب، وكان هناك ما رجَّح النبي صلى الله عليه وسلم فيه رأي خالد
.
1 -
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ، فَأَرَادَ سَلَبَهُ، فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ، وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ، فَأَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لِخَالِدٍ:"مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ قَالَ: اسْتكْثَرْتُهُ يا رَسُولَ الله، قَالَ: ادْفَعْهُ إِلَيْهِ، فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم"؟ فَسَمِعَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَاسْتُغْضِبَ، فَقَالَ: "لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لِي أُمَرَائِي؟ ! إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ، كمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ إبِلًا، أَوْ غَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَين سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا،
(1) أسد الغابة (1/ 312).
فَشَرَعَتْ فِيهِ، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وَتركَتْ كَدرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ، وَكَدْرُهُ عَلَيْهِمْ". (1)
قال النووي: هذه القضية جرت في غزوة مؤتة سنة ثمَان كما بينه في الرواية التي بعد هذه، وهذا الحديث قد يستشكل من حيث أن القاتل قد استحق السلب، فكيف منعه إياه؟ ويجاب عنه بوجهين:
أحدهما: لعله أعطاه بعد ذلك للقاتل، وإنما أخره تعزيرًا له، ولعوف بن مالك لكونهما أطلقا ألسنتهما في خالد رضي الله عنه وانتهكا حرمة الوالي ومن ولاه.
الوجه الثاني: لعله استطاب قلب صاحبه فتركه صاحبه باختياره وجعله للمسلمين، وكان المقصود بذلك استطابة قلب خالد رضي الله عنه للمصلحة في إكرام الأمراء. (2)
2 -
وفي أمر المرأة التي زنت وتابت: بأنهَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا، وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا، فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ، فَرَمَى رَأْسَهَا، فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ، فَسَبَّهَا، فَسَمِعَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم سَبَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: مَهْلًا يَا خَالِدُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً، لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ. (3)
3 -
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلَامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُو خَالِدًا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ خَالِدٌ وَعَمَّار يَشْكُوَانِ، فَجَعَلَ يُغْلِظُ لَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ، فَبَكَى عَمَّارٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَلَا تَرَاهُ؟ قَالَ: فَرَفَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَأْسهُ، قَالَ:"مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ الله، وَمَنْ أَبْغَضَ عمارًا أَبْغَضَهُ الله". قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَما كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رضا عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ فَرَضِيَ. (4)
4 -
عَنِ الْمرَقَّعِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَخِي حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ؛ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ، فَمَرَّ رَبَاحٌ،
(1) مسلم (4591).
(2)
شرح مسلم للنووي (12/ 64).
(3)
مسلم (4451).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 89)، والنَّسَائِي في الكبرى (8211)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6386).