الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من شأنه في الإسلام؟ .
وأين يوجد في كتاب الله أن الذي لا يعرف تاريخه قبل الإسلام يجب الحط من شأنه، والانتقاص من مكانته، والشك فيما يروى من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سبحانك هذا بهتان عظيم. (1)
الوجه الثالث: أبو هريرة يحدثنا عن نفسه
.
يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بطني وَعُقْبَةِ رجلي أَحْطِبْ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو لَهُمْ إِذَا رَكِبُوا، فَالحمْدُ للهَ الذي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا. (2) وفي الإصابة أن بسرة هذه أخت عتبةَ بن غزوان السلمي، وبلاد دوس بعيدة جدًّا عن بلاد بني سليم فيظهر أن أبا هريرة في هجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم مر ببلاد بني سليم أو قريبًا منها، فوجد رفقة راحلين نحو المدينة وفيهم بسرة، فصحبهم على أن يخدمهم في الطريق ويطعموه ويعقبوه.
ولا يدفع هذا ما ثبت من قوله: لمَّا قَدِمْتُ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم قُلْتُ في الطَّرِيقِ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا
…
عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
وَأَبَقَ غُلَامٌ لي في الطَّرِيقِ، فَلَمّا قَدِمْتُ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لي النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلامُكَ". فَقُلْتُ هُوَ لِوَجْهِ الله تَعَالَى، فَأَعْتَقْتُهُ. (3)
فقد يكون الغلام أَبِق منه قبل صحبته للرفقة، وبهذا تبين أن في القصة منقبتين له:
(1) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (322)، أبو هريرة راوية الإسلام (217: 216).
(2)
حسن لغيره؛ أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 54، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 243، وابن ماجه في السنن (2445)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 379، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 120، وفي شعب الإيمان (4576) من طرق عن سليم بن حيَّان سمعت أبى يقول سمعت أبا هريرة به. وهذا إسناد فيه حيان بن بسطام ذكره ابن حبان في كتاب الثقات ولم يذكر له جرح ولا تعديل، وأخرجه ابن حبان في الصحيح (16/ 100) من طريق ابن علَيَّةَ يعني عن الجُرَيْرِيِّ عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ عن أبي هريرة بمعناه وهذا إسناد صحيح يتقوى به الإسناد الأول.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (14941)، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 234 من طرق عن محمد هو ابن سيرين عن أبي هريرة به مطولًا. قال البوصيري في "زوائده" ص 333 (818): هذا إسناد صحيح موقوف، حبان هو ابن بسطام ذكره ابن حبان في (الثقات)، ووثقه الدارقطني، والذهبي وغيرهم، وباقي رجال الإسناد أثبات.
(3)
البخاري (4393).