الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ناصر: خطب معاوية رضي الله عنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُزَوَّجْ لأنه كان فقيرًا، وإنما تزوج في زمن عمر رضي الله عنه، ووُلدَ له يرْيدُ في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة سبعٍ وعشرين من الهجرة. (1)
الحديث الخامس: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون، وذلك بأن فرعون قال:(أنا ربكم الأعلى). (2)
الحديث السادس: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسمعتُه يقول: "يطلُعُ عليكم من هذا الفجِّ رجلٌ يموتُ حين يموتُ، وهو على غير سنتي، فشق علي ذلك، وتركت أبي يلبس ثيابه، ويجيء، فطلع معاوية. (3) وهذا، والذي قبله مع أنه من طريق نصر بن مزاحم فهو مخالف لما صح عن عبد الله بن عمر بيَّنَّاه في فضائله.
الشبهة الثانية: قتل محمد بن أبي بكر الصديق، وإحراقه بالنار في جيفة حمار وشماتةُ أخته أم حبيبة في عائشة بسبب ذلك ورد عائشة عليها بقولها يا ابنة العاهرة
.
وذلك باطل وبيانه من وجوه:
الوجه الأول: إيراد روايات القصة، وبيان ما فيها من ضعف
.
الرواية الأولى: عن يزيد بن أبي حبيب قال: بعث معاويةُ عمرو بن العاص، في سنة ثمان وثلاثين إلى مصر، ومعه أهل دمشق، عليهم يزيد بن أسد البجلي، وعلى أهل فلسطين رجل من خثعم، ومعاوية بن حديج على الخارجة، وأبو الأعور السلمي على أهل الأردن، فساروا حتى قدموا مصر، فاقتتلوا بالمسناة، وعلى أهل مصر محمد بن أبي بكر، فهُزِمَ أهلُ مصرَ بعد قتل شديد في الفريقين جميعًا. قال عمرو: وشهدتُ أربعةً وعشرين زحفًا، فلم أر يومًا كيوم المسناة، ولم أر الأبطال إلا يومئذٍ. فلما هُزِمَ أهل مصر، تغيب محمد بن أبي بكر.
(1) منهاج السنة (4/ 445).
(2)
موضوع. أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين له صـ (220) عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن عمر به.
وهذا إسناد فيه أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية؛ كوفي ضعيف رافضي- كما في التقريب (818).
ونصر بن مزاحم رافضيٌّ جَلْدٌ تركوه كما سبق. لسان الميزان (ت 551).
(3)
موضوع. أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين (219) عن شريك، عن ليث، عن طاوس، عن عبد الله بن عمر به. قلت: شِريك وليث ضعيفان أيضًا.
فأخبر معاوية بن حديج بمكانه، فمشى إليه فقتله، وقال: يُقتل كنانة بن بشر، ويترك محمد بن أبي بكر؟ وإنما أمرهما واحد. ثم أمر به معاوية بن حديج فجُرَّ فمُرَّ به على دار عمرو بن العاص، لما يعلم من كراهيته لقتله، ثم أمر به بجادًا التجيبي فأحرقه في جيفة حمار. (1)
والجواب عن هذه الرواية: أن إسنادها ضعيفٌ مرسلٌ، وبيان ذلك في الحاشية.
الرواية الثانية: عن عبد الكريم بن الحارث قال: ولما أجمع علي، ومعاوية على الحكمين أغفل عليٌّ أن يشترط على معاوية أن لا يقاتل أهل مصر، فلما انصرف عليٌّ إلى العراق، بعث معاوية عمرو بن العاص في جيوش أهل الشام، ومصر، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقال عمرو: وشهدت ثمانية عشر زحفًا براكاء، فلم أر يومًا مثل المسناة. ثم انهزم أهل مصر، فدخل عمرو بأهل الشام الفسطاط، وتغيب محمد بن أبي بكر في غافق، فآواه رجل منهم، فأقبل معاوية بن حديج في رهط ممن يعنيه على من كان مشى في عثمان، فطلب ابن أبي بكر، فوجدت أخت الرجل الغافقي الذي كان آواه كانت ضعيفة العقل؛ فقالت: أي تلتمسون ابن أبي بكر؟ أدلكم عليه، ولا تقتلون أخي؟ فدلتهم عليه، فقال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية بن حديج: قتلتَ من قومي ثمانين رجلًا في عثمان وأتركك، وأنت صاحبه؟ فقتله ثم جعله في جيفة حمار ميت، فأحرقه بالنار) (2).
(1) ضعيف. أخرجه الكندي في ولاة مصر (1/ 8) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب به.
وهذا مرسل لأن يزيد بن أبي حبيب من الخامسة، وكان يرسل. ولد بعد سنة خمسين في دولة معاوية، . كما في التقريب ت (7701) وجامع التحصيل ت (891) وسير أعلام النبلاء (6/ 31). ومع إرساله فإسناد المرسل ضعيف ففيه ابن لهيعة: ضعيف ومدلس.
وللحديث طريق أخرى عن يزيد بن حبيب أخرجها الكندي في ولاة مصر (1/ 8) قال: حدثني أبو سلمة أسامة التجيبي قال: حدثني زيد بن أبي زيد، عن أحمد بن يحيى بن وزير، عن إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب به مع ذكر زيادة انفرد بذكرها، وهي: قوله: "وأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش فشوي، وبعثت به إلى عائشة فقالت: هكذا شوي أخوك. قال: فلم تأكل عائشة شواء حتى لحقت بالله).
وهذا الإسناد مع كونه مرسلًا فإن فيه زيد بن أبي زيد ترجم له الخطيب البغدادي (8/ 447)، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلا. فهو مجهول. ثم زاد بعضهم أن أم حبيبة بعثت لعائشة بهذا الخبر فقالت لها عائشة: يا ابنة العاهرة. وهذه الزيادة لا وجود لها في أثر مسند قط وإنما هي من زيادات بعض الكذبة.
(2)
معضل. أخرجه الكندي في ولاة مصر (1/ 8) من طريق الليث، عن عبد الكريم بن الحارث به.
وهذا إسناد معضل لأن عبد الكريم ثقة من السادسة. فلم يشهد ما جرى.
الرواية الثالثة: عن عبد الملك بن نوفل، عن أبيه قال: ما أكلت عائشة شواء بعد محمد حتى لحقت بالله (1).
الرواية الرابعة: عن شيخ من أهل المدينة قال في سياق القصة: ووثب أخوه عبد الرحمن بن أبي بكر إلى عمرو بن العاص، وكان في جنده فقال: أتقتل أخي صبرًا، ابعث إلى معاوية بن حديج فانهه، فبعث إليه عمرو بن العاص يأمره أن يأتيه بمحمد بن أبي بكر، فقال معاوية: أكذاك قتلتم كنانة بن بشر، وأخلي أنا عن محمد بن أبي بكر؟ هيهات أكفارُكم خيرٌ من أولئكم أم لكم براءةٌ في الزبر؟ فقال لهم محمد: اسقوني من الماء، قال له معاوية بن حديج: لا سقاه الله إن سقاك قطرةً أبدًا، إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائمًا مُحرِمًا فتلقاه الله بالرحيق المختوم. والله لأقتلنك يابن أبي بكر فيسقيك الله الحميم والغساق، قال له محمد:
يا ابن اليهوديةِ النساجةِ ليس ذلك إليك، وإلى من ذكرتَ، إنما ذلك إلى الله عز وجل يسقي أولياءه، ويظميء أعداءه، أنت وضرباؤك ومن تولاه، أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم مني هذا، قال له معاوية: أتدري ما أصنع بك؟ أدخلك في جوف حمار، ثم أحرقه عليك بالنار، فقال له محمد: إن فعلتم بي ذلك فطالما فُعِلَ ذلك بأولياء الله، وإني لأرجو هذه النار التي تحرقني بها أن يجعلها الله علي بردًا وسلامًا كما جعلها على خليله إبراهيم، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمروذ وأوليائه، إن الله يحرقك، ومن ذكرته قبل، وإمامك -يعني معاوية- وهذا- وأشار إلى عمرو بن العاص -بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرًا، قال له معاوية: إني إنما أقتلك بعثمان، قال له محمد: وما
(1) موضوع. أخرجها الكندي كذلك في ولاة مصر (1/ 8) من طريق نصر بن مزاحم، عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل، عن أبيه به. وإسناده تالف. فيه نصر بن مزاحم: رافضي جلد متروك الحديث. كما في لسان الميزان ت (551)، وشيخه أبو مخنف لوط بن يحيى: شيعي محترق هالك كما في اللسان ت (1568) وت (1116) وعبد الملك بن نوفل مجهول الحال، وقال الحافظ مقبول كما في التهذيب (6/ 379).