الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدَّثَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكتبَ له مراتٍ يسيرةً، وحدَّث أيضًا عن أختِه أمِّ المؤمنينَ أمِّ حبيبةَ، وعن أبي بكرٍ، وعمر (1).
ثانيا: ذكر فضائله:
أولًا: صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم
-، ونذكر في هذا نصوصًا عامةً في القرآنِ والسنةِ في فضائلِ الصحابةِ يندرجُ تحتَها معاويةُ. فمعاويةُ بنُ أبي سفيانَ رضي الله عنه هو أحدُ الصحابةِ الذين أكرمهم اللهُ بصحبةِ نبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وكلُّ كلامٍ يقَالُ في الصحابةِ فيما يتعلقُ بفضلِهِم عمومًا، وما يجبُ لهم عمومًا، فإنَّ معاويةَ رضي الله عنه يدخلُ في ذلك، ولهم فيه كلام يخصُّه، ويتعلقُ به مما ينبغي أن يوصفَ به.
من القرآن
1 -
2 -
قال الله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)} [التوبة: 26].
ومعاويةُ رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوةَ حُنينٍ المقصودةَ في الآياتِ، وكانَ من المؤمنينَ الذين أنزلَ اللهُ سكينتَه عليهم مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم (2).
3 -
(1) سير أعلام النبلاء (3/ 119).
(2)
مجموع الفتاوى (4/ 458).
4 -
قال ابن تيمية: فإنَّ هؤلاءِ الطُّلَقَاءَ مُسْلِمَةَ الفتحِ هم ممن أنفقَ من بعدِ الفتحِ وقاتَلَ، وقد وعدَهُمُ اللهُ الحُسْنَى فإنهم أنفقوا بحُنينٍ والطائفِ وقاتلوا فيهما رضي الله عنهم اهـ.
وقال أيضًا: وأما مَن بعدَ هؤلاءِ السابقينَ الأولينَ وهم الذين أسلموا بعدَ الحديبيةِ فهؤلاء دخلوا في قولِهِ تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} ، وفي قولِهِ تعالى:{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} .اهـ (1)
5 -
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [التحريم: 8].
فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
6 -
وقال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] وساعةُ العُسرةِ هي غزوةُ تَبُوكَ، وقد شَهِدَها مُعاويةُ رضي الله عنه (2).
ومن السنة:
1 -
عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ الناسِ قرني، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلُوَنَهم، ثم يجيءُ قوم تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِم يَمِينه ويَميِنُهُ شَهَادَتَهُ"(3).
وهذه الشهادةُ بالخيريةِ مؤكِّدَةٌ لشهادة ربِّ العزةِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].
2 -
وقوله صلى الله عليه وسلم: "النجومُ أَمَنةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النُّجُومُ، أَتى السماءَ ما تُوعَدُ، وأَنا أَمَنةٌ لأصحابي. فإذا ذَهَبْتُ أَتى أصحابي ما يُوعدونَ، وأصحابي أَمَنةٌ لأمتي، فإِذا ذهب
(1) مجموع الفتاوى (4/ 458 - 465).
(2)
مجموع الفتاوى (4/ 458).
(3)
البخاري (2509)، ومسلم (2533).