الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: إنه أمر علانيةً، ومنهم من يقول إنه أمر سرًّا، ومنهم من يقول بل رضي بقتله وفرح بذلك، ومنهم من يقول غير ذلك، وهذا كله كذب على علي رضي الله عنه وافتراء عليه، فعلي رضي الله عنه لم يشارك في دم عثمان، ولا أمر، ولا رضي، وقد روي عنه وهو الصادق البار أنه قال: والله، ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله، وروي عنه أنه سمع أصحاب معاوية يلعنون قتلة عثمان، فقال: اللهم، العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل، وروي أن أقوامًا شهدوا عليه بالزور عند أهل الشام أنه شارك في دم عثمان، وكان هذا مما دعاهم إلى ترك مبايعته لما اعتقدوا أنه ظالم وأنه من قتلة عثمان وأنه آوى قتلة عثمان لموافقته لهم على قتله، وهذا وأمثاله مما يبين شبهة الذين قاتلوه، ووجه اجتهادهم في قتاله، لكن لا يدل على أنهم كانوا مصيبين في ترك مبايعته وقتاله، وكون قتلة عثمان من رعيته لا يوجب أنه كان موافقًا لهم وقد اعتذر بعض الناس عن علي بأنه لم يكن يعرف القتلة بأعيانهم، أو بأنه كان لا يرى قتل الجماعة بالواحد، أوبأنه لم يدعِ عنده ولي الدم دعوى توجب الحكم له، ولا حاجة إلى هذه الأعذار بل لم يكن علي مع تفرق الناس عليه متمكنًا من قتل قتلة عثمان إلا بفتنة تزيد الأمر شرًا وبلاءً، ودفع أفسد الفسادين بالتزام أدناهما أولى من العكس، لأنهم كانوا عسكرًا وكان لهم قبائل تغضب لهم والمباشر منهم للقتل وإن كان قليلًا فكان ردؤهم أهل الشوكة، ولولا ذلك لم يتمكنوا، ولما سار طلحة والزبير إلى البصرة ليقتلوا قتلة عثمان قام بسبب ذلك حرب قتل فيها خلق، ومما يبين ذلك أن معاوية قد أجمع الناس عليه بعد موت علي وصار أميرًا على جميع المسلمين ومع هذا فلم يقتل قتلة عثمان الذين كانوا قد بقوا. (1)
ثالثًا: موقف سائر الصحابة رضي الله عنهم من مقتل عثمان رضي الله عنه
-: لقد ثبتت براءة الصحابة من دم عثمان براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، وقد سئل الحسن البصري وهو شاهد عيان: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: كانوا أعلاجًا من أهل مصر. (2)
ولما جاء حذيفة رضي الله عنه خبر مقتل عثمان وكان على فراش الموت قال: اليوم نفرت القلوب
(1) منهاج السنة لابن تيمية (4/ 406).
(2)
تاريخ خليفة (صـ 176).
بأنفارها، الحمد لله الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها، وقال أيضًا: اللهم، إني لم أشهد ولم أقتل ولم أرض. (1)
وهذه الآثار عنهم في ذلك:
1 -
عن الأحنف بن قيس قال: قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل: هذا عثمان، فدخل عليه ملاءة له صفراء قد قنع بها رأسه، قال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: ها هنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له: فابتعته بعشرين ألفًا أو خمسة وعشرين ألفًا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لك، قال: فقالوا: اللهم نعم، قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع بئر رومة غفر الله له، فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها، فقال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له- يعني جيش العسرة؟ فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالًا ولا خطامًا، قالوا: اللهم نعم، قال: قال: اللهم اشهد ثلاثًا. (2)
(1) تاريخ ابن عساكر (39/ 479).
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 487)، الشريعة للآجري (408) النسائي في الكبرى (4391)، مسند أحمد (1/ 70)، سنن البيهقي (6/ 167)، تاريخ المدينة (112)، النسائي (6/ 233)، من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف به، وفيه عمرو بن جاوان، قال الحافظ: مقبول. وأخرجه الترمذي (3703)، والنسائي (6/ 235)، والبيهقي (6/ 168)، والدارقطني (4490) من طريق يحيى بن أبي الحجاج، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (565)، والدارقطني (4492) من طريق هلال بن حق، كلاهما (يحيى، هلال) عن الجُرَيري عن ثمامة بن حزن القشيري به، وأخرجه البخاري تعليقًا في كتاب الوصايا (2778)، الدارقطني موصولًا (4500) من طريق شعبة.
وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (751)، النسائي (6436) من طريق يونس، والترمذي (3699)، البيهقي (6/ 167) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم (شعبة، يونس، زيد) عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي به، وهؤلاء جميعًا جميعًا ذكروا قصة حصار عثمان رضي الله عنه. وبالجملة: فالحديث حسنه الألباني في (الإرواء: 1594).
ولذلك فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يعرفون أن عثمان على الحق ويروون عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه على الحق في هذه الفتنة.
2 -
عن أبي الأشعث قال: قامت خطباء بإيلياء في إمارة معاوية رضي الله عنه فتكلموا وكان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة فقربها، فمر رجل مقنع فقال: هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى فقلت هذا يا رسول الله وأقبلت بوجهه إليه فقال هذا فإذا هو عثمان رضي الله عنه. (1)
3 -
وعن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا يومئذ على الهدى، فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ قال: هذا. (2)
4 -
عن زياد بن أبي المليح، عن أبيه قال: قال ابن عباس: لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط. (3)
5 -
عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال لعل ذاك يسوؤك؟ قال: نعم، قال فأرغم الله بأنفك، ثُمَّ سَأَلهُ عَنْ عِليٍّ، فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ قَالَ هُو ذَاكَ، بَيْتُهُ أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال:
(1) صحيح. تاريخ المدينة لابن شبة (1102)، الترمذي (3754) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 236) المستدرك للحاكم (3/ 109) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما (عبد الوهاب، وهيب) عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث به، قال الترمذي:(حسن صحيح)، وصححه الألباني في المشكاة (6067).
(2)
أخرجه ابن ماجه (111)، وابن أبي شيبة (7/ 487) من رواية ابن سيرين، عن كعب بن عجرة وهو منقطع، قال أبو حاتم، وابن سيرين، عن كعب بن عجرة: مرسل، انظر: جامع التحصيل (1/ 264)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (89).
(3)
حسن لغيره. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 488)، وابن سعد في الطبقات (3/ 80)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 447) كلاهما من طريق أبي المليح، وفيه زياد بن أبي المليح: ليس بالقوي، وليث بن أبي سليم: ضعيف، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 80)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 447) من طريق زهدم الجرمي، ورجاله ثقات، ويصلح شاهدًا لما تقدم.
أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد على جهدك (1).
6 -
وعن موسى بن عقبة قال: حدثني جدي أبو أمي أبو حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها، وأنه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان في الكلام فأذن له، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافًا أوقال اختلافًا وفتنة، فقال له قائل من الناس فمن: لنا يا رسول الله، قال: عليكم بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان بذلك. (2)
7 -
عن عبد الله بن عمرو قال: يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة: أبو بكر؛ أصبتم اسمه، وعمر بن الخطاب قرن من حديد، أصبتم اسمه، وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من رحمته قتل مظلومًا؛ أصبتم اسمه. (3)
8 -
عن نزال بن سبرة، عن علي رضي الله عنه وسألناه عن عثمان، فقال:"ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، ضمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتًا في الجنة"(4)
9 -
وعن الشعبي قال: ما سمعت في مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك:
(1) البخاري (3706).
(2)
مسند أحمد (2/ 344)، وابن أبي شيبة (7/ 491)، والحاكم (3/ 99)(4/ 433)، ونعيم بن حماد في السنن (982) كلهم من حديث موسى بن عقبة عن جده لأمه (أبو حبيبة) به.
فيه (أبو حبيبة) مولى الزبير بن العوام، ذكره البخاري في الكنى له (1/ 24)، وذكره في الجرح والتعديل (9/ 359)، ولم يذكر فيه شيئًا، وذكره الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (1/ 532) ونقل عن العجلي توثيقه، وصححه الألباني في الصحيحة (3188).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 1492، ومن طريقه ابن أبي عاصم في السنة (1154)، والطبراني في الكبير (139)، ونعيم بن حماد في الفتن (265) من طريق هشام بن حسان، وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (263) وابن أبي عاصم في السنة (1153) من طريق ابن عون، وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (264) من طريق أيوب السختياني، ثلاثتهم (هشام، ابن عون، أيوب) عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو به.
فيه عقبة بن أوس، قال ابن حجر: صدوق، والذهبي قال: وُثق، وقال ابن الغلابي: لم يسمع من عبد الله بن عمرو جامع التحصيل 1/ 239، والحديث صحح إسناده الألباني في ظلال الجنة (1154، 1153).
(4)
إسناده حسن. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 47)، أسد الغابة (1/ 751)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (240).
فَكَف يَدَيهِ ثم أغلَقَ بابَهُ
…
وأيقَنَ أن الله ليسَ بِغافل
وقالَ لأهْلِ الدار: لا تَقْتلوهُمُ
…
عَفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فَكَيف رأيتَ الله صَب عليهمُ الـ
…
ـعداوَةَ والبَغضاءَ بعد التواصل
وقال حسان يرثيه:
مَنْ سَرهُ الموتُ صِرْفًا لا مِزاجَ لَهُ
…
فَليأتِ مأسَدةً في دارِ عثمانا
ضَحوْا بأشمَط عُنوانُ السجودِ بِهِ
…
يُقَطعُ الليلُ تَسبيحًا وقرآنا
صَبرًا فِدى لَكُمُ أمي وَما وَلَدت
…
قَد ينفعُ الصبرُ في المَكرور أحيانا
لَتَسمَعُن وَشِيكًا في دِيارِكُمُ
…
الله أكَبر يا ثاراتِ عثمانا
10 -
وعن زيد بن علي أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار. (1)
11 -
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان: أيها الناس، لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه، فإنه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفًا منهم، ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين ألفًا منهم، فلم ينظروا فيما قال وقتلوه، فجلس لعلي في الطريق فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أرض العراق، قال: لا تأتي العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثب به أناس من أصحاب علي وهموا به فقال علي: دعوه فإنه منا أهل البيت. فلما قتل علي قال عبد الله لابن معقل: هذه رأس الأربعين، وسيكون على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها إلا قتل به سبعون ألفًا، ولن تقتل أمة خليفتها إلا قتل به أربعون ألفًا. (2)
(1) إسناده حسن. أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 524)، وابن سعد في الطبقات (3/ 81)، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 481) جميعًا من طريق فطر بن خليفة، عن زيد بن علي: أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار، وهو حسن؛ رجاله ثقات إلا فطر بن خليفة: صدوق.
(2)
إسناده صحيح. أخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (1176)، وعبد الرزاق في مصنفه (20963)، وابن حجر في المطالب العالية (4501)، والسنة للخلال (716)، وتاريخ دمشق (39/ 351) من حديث حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل، وابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 691) من طريق بشر- بن شغاف، وفي فضائل الصحابة للإمام أحمد (769) من طريق شريح بن عبيد، جميعًا (عبد الله بن مغفل، بشر، شريح) عن =
12 -
وعن أبي بكرة قال: لأن أخِر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أشرك في دم عثمان. (1)
13 -
عن ربعي بن حراش قال: لما كانت الليلة التي قبض فيها حذيفة جعل يقول: أي الليل هذا؟ ثم استوى جالسًا فقال: اللهم، إني أبرأ إليك من دم عثمان، ما شهدت، ولا قتلت ولا مالأت على قتله. (2)
14 -
زهير قال: نا كنانة مولى صفية قال: كنت أقود بصفية لترد عن عثمان، فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى قالت: ردوني ولا يفضحني هذا الكلب، وكنت فيمن حمل الحسن جريحًا، ورأيت قاتل عثمان من أهل مصر يقال له: جبلة. (3)
15 -
عن نافع قال: دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة بن الأخنس فقال: انظر ما يقول هؤلاء، يقولون: اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا، قال: فهل يملكون لك جنةً أو نارًا؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصًا قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه. (4)
= عبد الله بن سلام به، وإسناده صحيح، قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
(1)
إسناده حسن. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (1250) من طريق سوادة، وأخرجه الطبراني في الكبير (132) وابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 483) من طريق حزم بن أبي حزم، كلاهما (سوادة، حزم) عن أبي الأسود عن أبي بكرة به.
(2)
تاريخ المدينة (4/ 1248)، تاريخ دمشق (12/ 294) كلاهما من طريق عبيد الله بن عمرو، وإسناد ابن شبة حسن لذاته، لأجل حكيم بن سيف: صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
(3)
حسن. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 237)، وعلي بن الجعد في مسنده (2666)، وابن سعد في الطبقات (8/ 128)، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 195)، وفيه كنانة مولى صفية، قال ابن حجر في التقريب: مقبول، وذكره في الجرح والتعديل، ولم يذكر شيئًا (7/ 166).
(4)
إسناده صحيح. تاريخ خليفة (126)، وابن عساكر من طريقه (39/ 356)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 515)، وابن سعد في الطبقات (3/ 48) كلهم من طرق عن يعلى بن حكيم عن نافع به وإسناده صحيح.
16 -
عن نافع قال: كان ابن عمر مع عثمان في الدار. (1)
17 -
عن نافع قال: لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين. (2)
18 -
وهذا موقف الزبير رضي الله عنه، عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: لما حصر عثمان جاء بنو عمرو بن عوف إلى الزبير بن العوام، فقالوا: يا أبا عبد الله، نحن نأتيك ثم نصير إلى ما أمرتنا به، قال: فأرسلني الزبير إلى عثمان، فقال: أقرئه السلام، وقل: يقول لك أخوك إن بني عمرو بن عوف جاؤوني ووعدوني أن يأتوني ثم يصيروا إلى ما أمرتهم به، فإن شئت أن آتيك فأكون رجلًا من أهل الدار يصيبني ما يصيب أحدهم فعلت، وإن شئت انتظرت ميعاد بني عمرو بن عوف ثم أدفع بهم عنك فعلت، قال: فدخلت عليه فوجدته على كرسي ذي ظهر، ووجدت رياطًا مطروحة ومراكن مملوءة، ووجدت في الدار الحسن بن علي، وابن عمر، وأبا هريرة، وسعيد بن العاص، ومروان بن الحكم، وعبد الله بن الزبير، فأبلغت عثمان رسالة الزبير فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، قل له: إنك إن تأت الدار تكن رجلًا من المهاجرين؛ حرمتك حرمة رجل وعناؤك عناء رجل، ولكن انتظر ميعاد بني عمرو بن عوف، فعسى الله أن يدفع بك، قال: فقام أبو هريرة فقال: أيها الناس، لسمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون بعدي فتن وأحداث أو أحداث وفتن، فقلت: وأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه وأشار إلى عثمان: فقال القوم: ائذن لنا فلنقاتل فقد أمكنتنا البصائر، فقال: عزمت على أحد كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل، قال: فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف فقتلوه. (3)
وهكذا ترى أن كل الروايات الصحيحة والحسنة تدل على براءة الصحابة رضي الله عنهم.
(1) صحيح. أخرجه خليفة (1/ 38)، معاذ هو ابن معاذ ثقة، وابن عون هو عبد الله بن عون (ثقة).
(2)
حسن. أخرجه خليفة في التاريخ (1/ 38)، وعبيد الله بن عبد الله بن عون، قال فيه ابن أبي حاتم: صالح الحديث الجرح والتعديل 5/ 322، وقال البخاري: معروف الحديث التاريخ الكبير 5/ 388.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 373)، وفيه أبو حبيبة مولى الزبير بن العوام، ذكره البخاري في الكنى له (1/ 24) والجرح والتعديل (9/ 359)، ولم يذكر فيه شيئًا، وذكره الحافظ في تعجيل المنفعة (1/ 532)، ونقل عن العجلي توثيقه، وفيه أيضًا عبد الله بن مصعب بن ثابت، ضعفه ابن معين كما في تعجيل المنفعة (1/ 235)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 211) والجرح والتعديل (5/ 178) ولم يذكر فيه شيئًا.