الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حفصة فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول: يا رب سلط عليّ عقربًا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شيئًا (1).
فأين سيطرتها بإمكانياتها في هذه الرواية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول رسولك ولا أستطيع أن أقول شيئًا؟
فظهر مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يحب عائشة أكثر إلا أنه لم يكن يعطيها حق غيرها وهذا من تمام عدله ووفور عقله - صلوات الله وسلامه عليه.
وأما من جهة المخالفات الشرعية فلم يكن حبه لها ليجعله يسكت على مخالفة شرعية حتى وإن كانت من أحب الناس إليه وهي عائشة رضي الله عنها ومن ذلك ما يلي:
1 -
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها أخبرته: أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال هذه النمرقة" قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيوما خلقتم". وقال: "إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة". (2)
2 -
ولم يوافقها صلى الله عليه وسلم على كلمة قالتها في صفية رضي الله عنها عن عائشة قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا. قال غير مسدد تعني: قصيرة فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" قالت: وحكيت له إنسانًا قال: "ما أحب أني حكيت إنسانًا وأن لي كذا وكذا". (3)
فهذه الرواية تذكر أن عائشة بحكم بشريتها تحذر النبي صلى الله عليه وسلم من صفية بكلمة وإشارة، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حبه لعائشة لم يقرها على ذلك، فكيف يقال: إنها كانت تسيطر على النبي صلى الله عليه وسلم وتدفعه بما لها من إمكانيات إلى التساهل معها في حقوق الله تعالى؟
الوجه الثاني: حسن خلق عائشة رضي الله عنها
-.
(1) البخاري (2511).
(2)
البخاري (5181).
(3)
أبو داود (4875)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (9271).