الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 -
حدثنا سليمان بن رجاء قال، حدثني أبي قال، حدثني عبد الله بن ميسرة، عن غياث البكري قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه عن قتل عثمان، هل شهده أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، لقد شهده ثمانمائة. (1)
29 -
عن يوسف بن الماجشون قال، أخبرني أبي: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما واقف المسور بن مخرمة رضي الله عنه بالسوق، فقال المسور: والله لنقتلنه، فقال عبد الله: إنما تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلما غضبتم على ملك قتلتموه- يريد عثمان رضي الله عنه. (2)
الوجه الثالث: إن سيرة هؤلاء الصحب الكرام مع عثمان رضي الله عنه لا تدل على مثل هذا أبدا بل تدل على العكس تماما وهذه بعض الروايات الصحيحة التي تدل على هذا
.
1 -
أما طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص فقد كانوا مع عثمان شركاء في الأمر قبل الشورى ثم تنازل كل منهم بمحض إرادته وأما علي فبايعه طائعًا مختارًا، وهذه هي الرواية بذلك:
= وقال أبو حاتم: منكر الحديث ميزان الاعتدال (3/ 328) وقال العقيلي: وما لا يتابع عليه من حديثه أكثر مما يتابع عليه ضعفاء العقيلي (3/ 391) وانظر توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم (4/ 7).
ج- أما الحارث بن خليف فلم أجد له ترجمة.
(1)
ضعيف جدًّا. أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1174)، وإسناده ضعيف جدًّا فيه:
أ- غياث البكري (قيل عتاب) سمع أبا سعيد، روى عن عبد الله بن ميسرة (الإكمال 6/ 133)، وقد ذُكر في الجرح والتعديل (عتاب) يروي عن عبد الله بن ميسرة (5/ 177)، وعتاب الذي يروي عن أبي سعيد الخدري، قال ابن حجر: مقبول، ولم يتابعه أحد، فهو لين الحديث.
ب- سليمان بن رجاء، وقال أبو زرعة: لا يعرف. لسان الميزان (3/ 91)، وميزان الاعتدال (2/ 207)، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال أبو زرعة: لا يعرف (الجرح والتعديل 4/ 117) وأبوه لم أجد له ترجمة.
ج- عبد الله بن ميسرة كان كثير الوهم على قلة روايته كثير المخالفة للثقات فيما يروى عن الأثبات. وهو الذي يروى عن هشيم ويقول: حدثنا أبو عبد الجليل وحدثنا أبو ليلى وحدثنا أبو إسحق الكوفي، لا يحل الاحتجاج بخبره. المجروحين لابن حبان (2/ 32) وقال الحافظ ابن حجر ضعيف. التقريب (ت 3652) وقال أبو حاتم: لين، وقال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف. الجرح والتعديل 5/ 177، والكامل لابن عدي (4/ 171)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 204)، وتهذيب التهذيب (3/ 280)، وضعفه ابن معين، وأحمد بن حنبل في الجرح والتعديل (5/ 177).
(2)
تاريخ المدينة (4/ 1175). وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين يعقوب بن أبي سلمة الماجشون وبين الواقعة وقد سبق بيان ذلك.
عن عمرو بن ميمون قال في سياقه لحديث مقتل عمر: فقالوا أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أجد أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليًّا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء -كهيئة التعزية له- فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة، وقال أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم. وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأصيه بذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم.
فلما قُبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر قال يستأذن عمر بن الخطاب قالت أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي فقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إلى الله علي أن لا آلو عن أفضلكم؟ قال نعم فأخذ بيد أحدهما فقال لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال ارفع يدك يا عثمان فبايعه فبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه. (1)
(1) البخاري (3700).
وإذا كان الحال كذلك فما الذي يدعوهم بعد ذلك للخروج على عثمان طلبا للأمر والولاية!
2 -
ولنعلم جميعًا أن الصحابة أجمعوا على خلافة عثمان على أحقيته بها في ذلك الوقت بلا استثناء وهذا يقطع حل دعوي في حق الصحابة أو عثمان رضي الله عنه.
1 -
قال ابن تيمية: عثمان لم يصر إمامًا باختيار بعضهم بل بمبايعة الناس له وجميع المسلمين بايعوا عثمان بن عفان ولم يتخلف عن بيعته أحد.
قال الإمام أحمد في رواية حمدان بن علي: ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم فلما بايعه ذوو الشوكة والقدرة صار إمامًا وإلا فلو قدر أن عبد الرحمن بايعه ولم يبايعه علي ولا غيره من الصحابة أهل الشوكة لم يصر إمامًا، ولكن عمر لما جعلها شورى في ستة عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف ثم إنه خرج طلحة والزبير وسعد باختيارهم وبقي عثمان رضي الله عنه، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف واتفق الثلاثة باختيارهم على أن عبد الرحمن بن عوف لا يتولى ويولى أحد الرجلين وأقام عبد الرحمن ثلاثا حلف أنه لم يغتمض فيها بكبير نوم يشاور السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان ويشاور أمراء الأنصار وكانوا قد حجوا مع عمر ذلك العام فأشار عليه المسلمون بولاية عثمان وذكر أنهم كلهم قدموا عثمان فبايعوه لا عن رغبة أعطاهم إياها ولا عن رهبة أخافهم بها.
ولهذا قال غير واحد من السلف والأئمة كأيوب السختياني، وأحمد بن حنبل والدارقطني، وغيرهم من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار وهذا من الأدلة الدالة على أن عثمان أفضل لأنهم قدموه باختيارهم واشتوارهم. (1)
ب- قال ابن كثير: ويروى أن أهل الشورى جعلوا الأمر إلى عبد الرحمن ليجتهد للمسلمين في أفضلهم ليوليه فيذكر أنه سأل من يمكنه سؤاله من أهل الشورى وغيرهم فلا يشير إلا بعثمان بن عفان حتى أنه قال: يا على أرأيت إن لم أولك بمن تشير به علي قال
(1) منهاج السنة (1/ 533).
بعثمان وقال لعثمان أرأيت إن لم أولك بمن تشير به قال بعلي بن أبي طالب والظاهر أن هذا كان قبل أن ينحصر الأمر في ثلاثة وينخلع عبد الرحمن منها ينظر الأفضل واللَّه عليه والإسلام ليجتهدن في أفضل الرجلين فيوليه ثم نهض عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يستشير الناس فيهما ويجمع رأي المسلمين برأي رؤس الناس وأقيادهم جميعًا وأشتاتًا مثنى وفرادى ومجتمعين سرًا وجهرًا حتى خلص إلى النساء المخدرات في حجابهن وحتى سال الولدان في المكاتب وحتى سأل من يرد بمن الركبان والأعراب إلى المدينة في مدة ثلاثة أيام بلياليها فلم يجد اثنين يختلفان في تقدم عثمان بن عفان إلا ما ينقل عن عمار والمقداد أنهما أشارا بعلي بن أبي طالب ثم بايعا مع الناس علي ما سنذكره فعسى في ذلك عبد الرحمن ثلاثة أيام بلياليها لا يغتمض بكثير نوم إلا صلاة ودعاءا واستخارة وسؤالًا من ذوي الرأي عنهم فلم يجدا أحدا يعدل بعثمان بن عفان رضي الله عنه فلما كانت الليلة يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت عمر بن الخطاب جاء إلى منزل ابن أخته المسور بن مخرمة وعثمان قال المسور فقلت: بأيهما ابدأ فقال بأيهما شئت قال فذهبت إلى علي فقلت: فقال أنائم يا مسور واللَّه لم أغتمض بكثير نوم منذ ثلاث اذهب فادع إلي عليا أجب خالي فقال أمرك أن تدعو معي أحدًا قلت: نعم قال: من قلت عثمان بن عفان قال بأينا بدا قلت لم يأمرني بذلك بل قال ادعو لي يهما شئت أولا فجئت إليك قال فخرج معي فلما مررنا بدار عثمان بن عفان جلس علي حتى دخلت فوجدته يوتر مع الفجر فقال لي كما قال لي علي سواء ثم خرج فدخلت بهما على خالي وهو قائم يصلي فلما انصرف أقبل عليَّ عليٌّ، وعثمان فقال أني قد سألت الناس عنكما فلم أجد أحدًا يعدل بكما أحدًا ثم أخذ العهد على كل منهما أيضا لئن ولاه ليعدلن ولئن ولي عليه ليسمعن وليطيعن ثم خرج بهما إلى المسجد وقد لبس عبد الرحمن العمامة التي عمه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتقلد سيفا وبعث إلى وجوه الناس من المهاجرين والأنصار ونودي في الناس عامة الصلاة جامعة فامتلأ المسجد حتى غص بالناس وتراص الناس وتراصوا حتى لم يبق لعثمان موضع يجلس إلا في أخريات الناس وكان رجلا حييا رضي الله عنه ثم
صعد عبد الرحمن بن عوف منبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوقف وقوفا طويلا ودعا دعاء طويلا لم يسمعه الناس ثم تكلم فقال أيها الناس إني سألتكم سرًا وجهرًا بأمانيكم فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين أما علي وأما عثمان فقم إلي يا علي فقام إليه فوقف تحت المنبر فأخذ عبد الرحمن بيده فقال هل أنت مبايعي على كتاب اللَّه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر قال اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي قال: فأرسل يده وقال: إلي يا عثمان فأخذه بيده فقال: هل أنت مبايعي على كتاب اللَّه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر قال اللهم نعم قال فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان فقال: اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد اللهم اسمع واشهد اللهم إني قد خلعت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان قال: وازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه تحت المنبر قال: فقعد عبد الرحمن مقعد النبي صلى الله عليه وسلم واجلس عثمان تحته على الدرجة الثانية وجاء إليه الناس يبايعونه وبايعه علي بن أبي طالب أولا ويقال آخرا وما يذكره كثير من المؤرخين كابن جرير وغيره عن رجال لا يعرفون أن عليًا قال لعبد الرحمن خدعتني وإنك إنما وليته لأنه صهرك وليشاورك كل يوم في شأنه وأنه تلكأ حتى قال له عبد الرحمن {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: 10) إلى غير ذلك من الأخبار المخالفة لما ثبت في الصحاح فهي مردوده على قائليها وناقلها، واللَّه أعلم. (1)
ج- قال الإمام الصابوني: ثم خلافة عثمان بإجماع أهل الشورى وإجماع الأصحاب كافة ورضاهم به حتى جعل الأمر إليه (2).
د- قال أبو الحسن الأشعري: وثبتت إمامه عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه بعقد من عقد له الإمامة من أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر رضي الله عنه فاختاروه ورضوا بإمامته وأجمعوا على فضله وعدله. (3)
3 -
أما موقف عبد اللَّه بن مسعود: عن النزال بن سبرة قال: قال عبد اللَّه حين
(1) البداية والنهاية (7/ 147).
(2)
عقيدة السلف وأصحاب الحديث.
(3)
الإبانة (1/ 251).