الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو أخو أمِّ المؤمنين زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم أمِّ حَبيبة رَمْلةَ بنتِ أبي سفيانَ رضي الله عنهم، ولذلك قال الإمامُ أحمدُ: أقول: معاويةُ خالُ المؤمنين، وابنُ عمرَ خالُ المؤمنين. (1)
عاشرًا: ثناء الصحابة رضي الله عنهم عليه
. وتالله إنَّه لا يَعْرِفُ قدرَ الرجالِ إلا الرجالُ، وهل هناك في الكونِ رجالٌ -بعد الأنبياء علَيهم الصلاةُ والسلامُ- أفضلُ من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذين ترَبَّوا في حجرِه صلى الله عليه وسلم.
قال سعدُ بنُ أبي وقاصٍ رضي الله عنه: ما رأيتُ أحدًا بعد عثمانَ أقضى بحقٍ من صاحبِ هذا البابِ يعني معاويةَ. (2)
وعن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ رضي الله عنه أنَّه قال: ما رأيتُ رجلًا أخلق بالملك من معاويةَ. (3)
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ما رأيتُ أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسودَ من معاويةَ، قال: قلت: هو كان أسودَ من أبي بكر؟ قال: هو واللهِ أخيرُ منه، وهو واللهِ كان أسودَ من أبي بكرٍ، قال: قلت: فهو كان أسودَ من عمرَ؟ قال: عمرُ واللهِ كان أخيرَ منه وهو واللهِ أسودُ من عمرَ، قال: قلت: هو كان أسودَ من عثمانَ؟ قال: والله إنْ كان عثمانُ لسيدًا، وهو كان أسودَ منه. قال الدُّورِيُّ: قال بعضُ أصحابِنا: قال أحمدُ بنُ حَنبلٍ: معنى أسودَ، أي أسخى. (4)
(1) صحيح. رواه الخلال في السنة (657) فقال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر وزكريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد الله. وسنده صحيح.
(2)
إسناده ضعيف. أخرجه ابن عساكر في التاريخ (59/ 161) وفي إسناده بكر بن سهل: حمل عنه الناس وهو مقارب الحال. انظر لسان الميزان (2/ 51).
(3)
صحيح. أخرجه عبد الرزاق (11/ 453)، والخلال في السنة (677)، من طريق مَعمَرٍ، عن همامِ بنِ مُنبِّهٍ، قال: سمعتُ ابنَ عباسٍ، وذكره. وإسنادُه صحيحٌ على شرطِ الشيخين.
(4)
حسن. أخرجه الخلال في السنة (678)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (516) من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر به. وفيه محمد بن إسحاق بن يسار صدوق مدلس، وقد عنعن ويشهد له هذا الطريق الذي أخرجه الخلال في السنة برقم (680) فقال: أخبرني محمد بن مخَلَدٍ قال: حدثني أبو منصور بن داود بن طوق الصغاني، قال: ثنا سعيد ابن منصور، قال: ثنا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن جبله بن سحيم، قال: سمعت ابن عمر يقول: ما رأيت بعد رسول الله أسود من معاوية، فقيل: ولا أبوك، قال: أبي عمر رحمه الله خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه. اهـ
عن عروةَ بنِ الزبير رحمه الله أنَّ المِسْوَرَ بنَ مخَرَمَةَ أخبره: أنه قدم على معاويةَ أميرِ المؤمنين فقضى حاجتَه، ثم دعاه، فقال: يا مِسْوَرُ، ما فَعَلَ طعنُك على الأئمةِ؟ قال المِسوَرُ: دعنا من هذا وأحسِنْ فيما قدِمنا له. قال معاويةُ: لا أدعُك حتى تَكَلَّمَ بذاتِ نفسِكَ والذي تعيبُ عليَّ. قال المسورُ: فلم أدعْ شيئًا أعيبُه عليه إلا بَيَّنْتُه. فقال معاويةُ: لا أَبْرَأُ من الذنبِ، فهل تعُدُّ لنا يا مسورُ مما نلي من الإصلاحِ شيئًا؟ فإنَّ الحسنةَ بعشرةِ أمثالها، أم تَعُدُّ الذنوبَ وتتركُ الإحسانَ. قال المسورُ: لا، والله ما نذكرُ إلا ما نرى من هذه الذنوبِ! فقال معاويةُ: فإنَّا نعترفُ بكل ذنبٍ أذنبناه، فهل لكَ يا مسورُ ذنوب في خاصتِك تخشى أن تُهلِكَكَ إنْ لم يغفرْها اللهُ لك؟ قال المسورُ: نعم. قال معاويةُ: فما يجعلُك بأحقَّ برجاءِ المغفرةِ مني، فو الله لما ألي من الإصلاحِ أكثرُ مما تلي، ولكني والله لا أُخَيَّرُ ما بين أمرين من اللهِ وغيرِه إلا اخترتُ اللهُ على ما سواه، وإني لعلى دينٍ يُقْبَلُ فَيه العملُ ويُجزَى فيه بالحسناتِ ويجزى فيه بالذنوبِ إلا أن يعفوَ اللهُ عنها، وإني لأحتسبُ كلَّ حسنةٍ عَمِلْتُها بأضعافِها من الأجرِ، وإني لألي أمورًا عظامًا لا أُحصيها ولا يُحصيها من عمِل لله بها في الدنيا، إقامةُ الصلواتِ للمسلمين، والجهادُ في سبيلِ الله، والحكمُ بما أنزلَ اللهُ، وَالأمورُ التي لستُ أُحصيها -يقصدُ ذنوبَه-وإن عددتَها -أيَ: يا مسورُ- فتكفَّرُ في ذلك؟ أي يُكَفِّرُها ما تقدمَ من الحسناتِ. قال المسورُ: فعَرَفْتُ أنَّ معاويةَ قد خَصَمَنِي حينما ذكرَ ما قالَ. قال عروةُ: فلم أسمعْ المسورَ بعدُ يذكرُ معاويةَ إلا صَلَّى عليه؛ أي: دعا له. (1)
عن ابنِ أبي مُلَيْكَةَ قالَ: أَوْتر معاويةُ بعدَ العشاءِ بركعةٍ وعندَه مولًى لابنِ عباسٍ، فأتى ابنَ عباسٍ فقال: دعْه فإنه صَحِبَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (2) وفي روايةٍ أخرى قال: أصابَ إنه فقيهٌ. (3)
(1) صحيح. أخرجه عبد الرزاق (11/ 344) عن معمر، وأخرجه ابن سعد في الجزء المتمم برقم (44) عن صالح بن كيسان. كلاهما (معمر، وصالح بن كيسان) عن ابن شهاب قال: حدثني عروة بن الزبير. وهذا إسناد صحيح.
(2)
البخاري (3553).
(3)
البخاري (3554).