الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - شبهات عن أبي هريرة رضي الله عنه
-.
نص الشبهة:
لقد افترى أعداء الإسلام على الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه لما نال من منزلة عالية، وبما رواه لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث كانت سببًا في حفظ السنة، وعمل بها الأئمة في مجالات الشريعة، فراحوا يشككون في عدالته، وفي حفظه، وأمانته في نقل الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم بذلك لا يريدون أبا هريرة فحسب، بل يريدون بذلك الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثَمَّ الطعن في الدين، فروَّجوا الشبهات عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ لأنه أكثر الصحابة روايةً للحديث.
فقالوا: كيف يحفظ هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن مدة لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم مدة قصيرة، بخلاف باقي الصحابة، مع أنه لم يكن معروفًا باسمه ولا نشأته، وقالوا: أنه كان يختلق الأحاديث ليكذب بها على النبي صلى الله عليه وسلم، ولما أكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اعترض عليه الصحابة رضي الله عنهم، وأن عمر نهاه عن إكثار الرواية وحبسه لما أصر على الحديث، وأن عائشة رضي الله عنها أنكرت عليه كذلك، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، وإذا كان أبو هريرة رضي الله عنه قد اعترف بأنه لم يكتب الحديث، وأن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه كان أكثر منه، فلماذا كثرت روايته عن عبد الله بن عمرو، وأين باقي مرويات الصحابة من ذلك، إلى غير ذلك من الشبهات التي أثاروها عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والرد على ذلك من الوجوه:
الوجه الأول: حول سيرة أبي هريرة رضي الله عنه.
الوجه الثاني: بعض فضائل أبي هريرة رضي الله عنه.
الوجه الثالث: حكم أهل العلم على من تكلم في الصحابة رضي الله عنه، وفي أبي هريرة رضي الله عنه خاصةً.
الوجه الرابع: الرد على الشبهات التي أُثيرت حول الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه المفترى عليه.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: سيرة أبي هريرة رضي الله عنه
-.
اسمه: اعلم -أولًا- أنه قد اختلف في اسمه في الجاهلية والإسلام، واسم أبيه على أقوال متعددة، والأشهر أن اسمه عبد الرحمن بن صخر (1).
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 578)، البداية والنهاية لابن كثير (8/ 103، 115).
قال ابن حجر: بعد أن ذكر عدة أقوال في اسمه واسم أبيه: وهذا الذي وقفنا عليه من الاختلاف في ذلك، ونقطع بأن عبد شمس، وعبد نهم، غير بعد أن أسلم واختلف في أيها أرجح فذهب كثيرون إلى الأول، وذهب جمع من النسابين إلى عمرو بن عمرو بن عامر. (1)
ويرجح الأستاذ عبد المنعم صالح العلي (2) أن اسمه في الجاهلية: عبد شمس. حيث يقول: والراجح عند العلماء أن اسمه في الجاهلية: عبد شمس، فالبخاري يترجم له بهذا الاسم. (3)
وهو الأصح عند الترمذي، (4) والحاكم، (5) وبه يسميه تلميذه المقدم أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. (6)
وقال ابن عبد البر: ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه إلا أن عبد الله، أو عبد الرحمن هو الذي سكن إليه القلب في اسمه في الإسلام والله أعلم، وكنيته أولى به على ما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو أحمد الحاكم: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة: عبد الرحمن بن صخر. (7)
وجعل ابن حجر احتمال الصحة للاسمين أي: عبد الله وعبد الرحمن بن صخر. (8)
وقال النووي: والأصح عند المحققين الأكثرين ما صححه البخاري وغيره من المتقنين، أنه عبد الرحمن بن صخر. (9)
كنيته: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ: لأَبِي هُرَيْرَةَ لِمَ كُنِّيتَ آبَا هُرَيْرَةَ قَالَ أَمَا تَفْرَقُ مِنِّي
(1) التقريب 2/ 775.
(2)
دفاع عن أبي هريرة لـ عبد المنعم صالح العلي (صـ 17).
(3)
التاريخ الكبير للبخاري (3/ 132).
(4)
سنن الترمذي (1/ 13).
(5)
المستدرك (3/ 507).
(6)
الكنى والأسماء للدولابي (1/ 192).
(7)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 334.
(8)
الإصابة (4/ 202).
(9)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 270).
قُلْتُ بَلَى وَالله إني لأَهَابُكَ، قالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أهلي فَكَانَتْ لي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ، فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ في شَجَرَةٍ؛ فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا معي فَلَعِبْتُ بِهَا فكنوني أَبا هُرَيْرَة. (1)
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "أبا هر" وثبت أنه قال له: "يا أبا هريرة".
نسبه: قال خليفة بن خياط: ومن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو هريرة اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي أصعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. (2) وكذلك قاله: ابن حزم (3)، وابن عبد البر (4)، السمعاني (5)، والذهبي. (6)
فهو دوسي من بني دوس بن عدثان وهم بطون من الأزد بن الغوث، والأزد قبيلة يمانية قحطانية مشهورة ونسبه معروف محفوظ إلى جده الأعلى الأزد كما تقدم.
وبهذا الذي ذكرناه يظهر زيف من يدعي أن أبا هريرة مجهول النسب، بل نزيد هنا ونقول: إن ابن إسحاق صاحب كتاب السيرة المعروف يقول عنه: إنه كان ذا شرف ومكانة، وكان وسيطًا في دوس، حيث يحب أن يكون منهم.
صفته رضي الله عنه: قال عبد الرحمن بن لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين، وقال محمد بن سيرين: كان أبو هريرة لينًا أبيض، وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشقين، وقال ابن سيرين: كان أبو هريرة أبيض لينًا لحيته حمراء. (7)
إسلامه: أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه
(1) حسن. أخرجه الترمذي في السنن (3840)، وحسنه ابن حجر كما في الإصابة 7/ 426.
(2)
طبقات خليفة بن خياط (192).
(3)
جمهرة انساب العرب (158).
(4)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 334.
(5)
الأنساب (3/ 506، 507).
(6)
سير أعلام النبلاء (2/ 578).
(7)
سير أعلام النبلاء (2/ 578).
رغبة في العلم. (1)
والراجح: أنه أسلم قبل هذا التاريخ بزمن طويل، ولكن هجرته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانت في تلك السنة، وإنما رجحنا ذلك لدليلين:
الأول: ما ذكره ابن حجر في الإصابة من ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي: أنه أسلم قبل الهجرة، ولما عاد بعد إسلامه إلى قومه -رهط أبي هريرة- دعاهم إلى الإسلام فلم يجبه إلا أبوه، وأبو هريرة. وهذا صريح في أن إسلام أبي هريرة قد تم قبل قدومه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر بسنوات.
الثاني: مما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أمر المشادة التي جرت بين أبي هريرة رضي الله عنه وبين أبان بن سعيد بن العاص حين قسمة الغنائم بعد فتح خيبر، فقد طلب أبان من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم له الغنائم، فقال أبو هريرة: لا تقسم له يا رسول الله؛ فإنه قاتل ابن قوقل -وهو النعمان بن مالك بن ثعلبة- ولقبه قوقل بن أصرم وذلك في معركة أحد إذ كان أبان لا يزال مشركًا فقتل ابن قوقل. (2)
ومن هذه القصة ندرك أن أبا هريرة حين قدم خيبر مهاجرًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن حديث عهد بالإسلام، بل كان متتبعًا لمعاركه وأحداثه بحيث يعلم أن أبان بن سعيد بن العاص هو الذي قتل (ابن قوقل) يوم أحد، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن حجر. (3)
حفظه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: إني أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ. قَالَ: "ابْسُطْ رِدَاءَكَ" فَبَسَطْتُهُ، قالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "ضُمَّهُ" فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ. (4)
(1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 334)، أسد الغابة (5/ 322).
(2)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَهْوَ بِخَيْبَرَ بَعْدَ مَا افْتَتَحُوهَا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَسْهِمْ لي، فقَالَ بَعْضُ بني سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ، البخاري (2873).
(3)
السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (325).
(4)
البخاري (119)، مسلم (2492).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قلت يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ ظننْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يسألني عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ". (1)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ. (2)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: يَا أبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ كُنْتَ ألزَمَنَا لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَحْفَظَنَا لِحَدِيثهِ. (3)
وقال الشافعي: أبو هريرة رضي الله عنه أحفظ من روى الحديث في دهره. (4)
وقال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم. (5)
وقال الإمام الذهبي: الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات، وقال: أبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم وأدائه بحروفه، وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ، ما علمنا أنه أخطأ في حديث، فهو رأس في القرآن، وفي السنة، وفي الفقه. (6) وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به،
(1) البخاري (99).
(2)
البخاري (113).
(3)
صحيح. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6270)، وأحمد في مسنده (2/ 2)، والترمذي في سننه (420)، والدارمي في الرد على المريسي (628)، والحاكم في المستدرك (3/ 510) من طرق عن هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عُمَر به، وصحح إسناده ابن حجر كما في فتح الباري 3/ 195.
(4)
الرسالة (278).
(5)
الإصابة في تمييز الصحابة 7/ 433.
(6)
سير أعلام النبلاء 2/ 627: 578.
حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غير حرفًا عن حرف. (1)
عبادته وتقواه: عرف أبو هريرة رضي الله عنه بالعبادة والتقوى، وكل ما يقربه إلى الله تعالى، كيف لا يكون كذلك، وقد صحب الأسوة الحسنة في العبادة، ورآه كيف كان يجهد نفسه فيها، حتى تورمت قدماه صلى الله عليه وسلم، فكان يكثر من الصلاة والصيام وقراءة القرآن، وقيام الليل.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عنه قَالَ: "أوصاني خليلي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، صَوْمِ ثَلَاثةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ". (2)
عن عكرمة قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديني أو قدر دينه. (3)
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخَ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: تَضَيَّفْتُ أبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فكَانَ هُوَ وَامْرَأتِّهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يُصَلِّى هَذَا ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، ويُصَلِّي هَذَا ثُمَّ يَرْقُدُ وَيُوقِظُ هَذَا، قَالَ: قُلْتُ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ لي حَادِثٌ كَانَ آخِرُ شهري. (4)
وقال ابن كثير: وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم. (5)
تواضعه وكرمه وطيب أخلاقه: عُرف أبو هريرة رضي الله عنه بتواضعه الجم في كل مراحل حياته، فلم ينس ماضيه بعد أن منّ الله تعالى عليه بنعمة العلم والجاه والفضل، كمن
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 510 من طريق سليمان بن حرب. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 340) من طريق خالد بن حمدان. كلاهما (سليمان، خالد) عن حماد بن زيد عن عمرو بن عبيد عن أبي الزعيزعة به.
(2)
البخاري (1178)، مسلم (721).
(3)
صحيح. أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 383 من حديث إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة.
(4)
صحيح. أخرجه أحمد في المسند 2/ 353، وأبو نعيم في الحلية 1/ 383 من حديث حماد بن زيد، عن العباس بن فروخ به، وصحح إسناده ابن حجر كما في الإصابة 7/ 442.
(5)
البداية والنهاية 8/ 113.
يحاولون نسيان ماضيهم إذا طابت أيامهم ووسع الله عليهم، وإنما كان يستحضر ماضيه، وما عانى فيه من فاقة وحرمان، ليشكر الله تعالى على نعمة الدين وغيرها من النعم التي أسبغها عليه، ويستزيد بذلك من نعمه تعالى.
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمدِينَةِ عَلَى دَوَابَّ فَنزلُوا عِنْدَهُ -قَالَ حُمَيْدٌ- فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أذْهَبْ إِلَى أمي فَقُلْ إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَيقُولُ أَطْعِمِينَا شَيْئًا، قالَ: فَوَضَعَتْ ثَلَاثَةَ أَقْرَاصٍ في صَحْفَةٍ وَشَيْئًا مِنْ زيتٍ وَمِلْحٍ، ثُمَّ وَضعَتْهَا عَلَى رأسي وَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِمْ، فَلَمّا وَضَعْتُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ: الحْمْدُ للهَ الذي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلَّا الأَسْوَدَيْنِ الْماءَ وَالتَّمْرَ. . . (1)
قال الذهبي: وكان من أوعية العلم مع الجلالة والعبادة والتواضع. (2)
ولعله أراد بقوله: إمامًا، إمامة العلم والفتوى. وكان مع تواضعه كريمًا، وكيف لا يكون كذلك وقد صحب من كان أجود من الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم.
بره بأمه وحب الناس له: كان أبو هريرة رضي الله عنه بارًا بأمه، وكان من بره بها: اصطحابه لها في الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مشركة، رجاء أن تؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد حقق الله تعالى رجاءه؛ حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم طلبه بالدعاء لأمه فآمنت، وفرح بذلك فرحًا شديدًا أبكاه.
عَنْ أَبِي كَثِيرٍ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حدثني أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم اهد أم أبي هريرة" فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة
(1) صحيح. أخرجه مالك في الموطأ 2/ 933، ومن طريقه البخاري في الأدب المفرد (572) من حديث محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم. وصحح إسناده الألباني في الأدب المفرد (445).
(2)
تذكرة الحفاظ 1/ 34.
الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا، قال: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله: "اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة -وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين" فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني. (1) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لِلْعَبْدِ الْممْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ"، والذي نفسي بِيَدِهِ لَوْلَا الجهَادُ في سَبِيلِ الله، وَالحجُّ وَبِرُّ أمي، لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ. (2)
توسطه في الفتوى: يعني أنه ليس من المكثرين في الفتوى فالوسطية هنا مقابل القلة والكثرة وليس التشدد والتنطع-: قال ابن القيم: وَلمَّا كَانَ التَّبْلِيغُ عَنْ الله سُبْحَانَهُ يَعْتَمِدُ الْعِلْمَ بِمَا يُبَلَّغُ، وَالصِّدْقَ فِيهِ، لَمْ تَصْلُحْ مَرْتبَةُ التَّبْلِيغِ بِالرِّوَايَةِ وَالْفُتْيَا إلَّا لمَنْ اتَّصَفَ بِالْعِلْمِ وَالصِّدْقِ؛ فَيَكُونُ عَالمًا بِمَا يُبَلِّغُ صَادِقًا فِيهِ، وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ، مَرَضِيَّ السِّيرَةِ، عَدْلًا فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، مُتَشَابِهَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فِي مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ وَأَحْوَالِهِ؛ وإِذَا كَانَ مَنْصِبُ التَّوْقِيعِ عَنْ المُلُوكِ بِالْمحِلِّ الَّذِي لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُ، وَلَا يُجْهَلُ قَدْر، وَهُوَ مِنْ أَعْلَى المرَاتِبِ السَّنِيَّاتِ، فَكَيْف بِمَنْصِبِ التَّوْقِيعِ عَنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ؟ فَحَقِيقٌ بِمَنْ أُقِيمَ فِي هَذَا المنْصِبِ أَنْ يَعُدَّ لَهُ عُدَّتَهُ، وَأَنْ يَتَأَهَّبَ لَهُ أُهْبَتَهُ، وَأَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ المُقَامِ الَّذِي أُقِيمَ فِيهِ، وَلَا يَكُونُ فِي صَدْرِهِ حَرَجٌ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَالصَّدْعِ بِهِ؛ فَإِنَّ الله نَاصِرُهُ وَهَادِيهِ.
وَأَوَّلُ مَنْ قَامَ بِهَذَا المنْصِبِ الشَّرِيفِ سَيِّدُ المُرْسَلِينَ، وَإِمَامُ المُتَّقِينَ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ، وَسَفِيرُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَكَانَ يُفْتِي عَنْ الله بِوَحْيِهِ المُبِينِ.
ثُمَّ قَامَ بِالْفَتْوَى بَعْدَهُ بَرْكُ الْإِسْلَامِ وَعِصَابَةُ الْإِيمَانِ، وَعَسْكَرُ الْقُرْآنِ، وَجُنْدُ الرَّحْمَنِ،
(1) مسلم (2491).
(2)
البخاري (2548)، مسلم (1665).
أُولَئِكَ أَصْحَابُهُ رضي الله عنهم، أليَنُ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا، وَأَحْسَنُهَا بَيَانًا، وَأَصْدَقُهَا إيمَانًا، وَأَعَمُّهَا نَصِيحَةً، وَأَقْرَبُهَا إلَى الله وَسِيلَةً، وَكَانُوا بَيْنَ مُكْثِرٍ مِنْهَا وَمُقِلٍّ وَمُتَوَسِّطٍ رضي الله عنهم أجمعين.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: وَالمتوَسِّطُونَ مِنْهُمْ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُمْ مِنْ الْفُتْيَا: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، . . . وغيرهم رضي الله عنهم. (1)
زواجه: أخرج البخاري بلفظ المتابعة غير الموصولة عن شيخه أصبغ بن الفرج المصري بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إني رَجُلٌ شَابٌّ وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نفسي الْعَنَتَ وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ، فَسَكَتَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا أبَا هُرَيْرَةَ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ، فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ"(2).
ونستدل من هذه أنه كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لابثًا بجواره، لا تشغله النساء.
لكنه تزوج بسرة بنت غزوان المازنية، بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة (3)، وهي صحابية أخت عتبة بن غزوان المازني، الصحابي المشهور أمير البصرة، وعتبة هذا قديم الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان رجلًا طوالًا جميلًا، وشهد بدرًا، وهو الذي مصَّر البصرة واختطها، ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن زواج أبي هريرة من أخت هذا الصحابي الجليل الأمير توثيق قوي لأبي هريرة، ولو كان كما يدَّعي المدعون كاذبًا وضاعًا لما رضي آل بسرة بتزويجه، ولما رضيت به، وهي الصحابية الجليلة أخت الصحابي الجليل، بل إنها كانت ميسورة غنية في العهد النبوي متزوجة من ميسور،
(1) إعلام الموقعين عن رب العالمين 1/ 21: 19 بتصرف.
(2)
البخاري (5176).
(3)
الإصابة (4/ 246).
واستأجرت أبا هريرة آنذاك خادمًا وحاديًا، فرضاها بعد ذلك به زوجًا دليل على عظم مكانته في نفوس المسلمين، وارتفاع شأنه. (1)
أولاده: ذكر له أربعة أولاد وبنتًا، أشهرهم وأكبرهم ابنه (المحرر)، ترجم له البخاري وابن أبي حاتم، وترجم له ابن حجر، وابن سعد وقال فيه: توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز، وقد روى عن أبيه، وكان قليل الحديث.
والمحرر هذا: له روايات عديدة في دواوين الحديث، فللزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر بن الخطاب حديث في مسند أحمد، وفي المستدرك، وسنن الدارقطني عن أبيه، وفي سنن الدارمي، وعند النسائي، ومسند الحميدي، ومعا في الآثار، ويروي الشعبي أيضًا عن المحرر. وللمحرر ابن يقال له: أبو نعيم، يروي عن أبيه.
ولأبي هريرة ابن آخر يقال له مُحرِّز، ذكره البخاري، وأبو الفرج، وهو من الرواة عن أبيه أيضًا.
والثالث: عبد الرحمن بن أبي هريرة، يروي عنه سليمان بن سنان المزني، وترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وله رواية عند الدارقطني.
الرابع: اسمه بلال، ذكره ابن أبي حاتم وغيره، وله ابن يقال له: محرر بن بلال.
أما أختهم فلم أجد اسمها، لكن ذكر ابن سعد أن سعيد بن المسيب تزوجها، وفي الإصابة ذكر صهر آخر لأبي هريرة، وهو الصحابي الجليل الجارود بن المعلى، كان زوج أخت أبي هريرة، وفي هذه المصاهرة توثيق ضمني يضاف إلى ما قدمنا.
ويبدو أن ذرية أبي هريرة استمرت معروفة في المجتمع الإسلامي، وقد ذكر صاحب النفح الطيب منهم: يوسف بن يحيى بن يوسف المتوفى سنة 288 هـ، وهو من علماء الأندلس الذين هاجروا إلى المشرق. (2)
أبو هريرة يودع الدنيا (وفاته): ها نحن الآن أخيرًا أمام شيخ كبير ناهز الثمانين مسرع إلى لقاء الله تعالى بعد أن أدى الأمانة التي في عنقه، ونشر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلَّمه الناس.
(1) دفاع عن أبي هريرة لـ عبد المنعم صالح العلي صـ 160: 159.
(2)
دفاع عن أبي هريرة لـ عبد المنعم صالح العلي صـ 162: 161.
حياة حافلة ذات مشاهد تستوقف الناظر المتتبع. هجرة من أرض بعيدة، وعيشة كفاف، وملازمة قوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتال الشرك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الردة، ومشاركة في الفتوح، وتفان في الدفاع عن الخلافة، واعتزال الفتنة، وإذاعة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق إلا الإسراع للقاء رب العالمين. ثم يوصى فيقول: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تتبعوني بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي؛ فإني سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قدموني قدموني، وإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا ويْلَهُ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي". (1)
ودخل عليه مروان قبل لحظات موته فيقول: شفاك الله يا أبا هريرة، لكن أبا هريرة يحلق في أجواء أخرى، فلا يجيب مروان، ويلتفت لمناجاة ربه مناجاة الواثق الملئ اليدين بأفعال الخير المنتظر لرحمة ربه فيقول: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي.
يقول المقبري: فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات أبو هريرة. (2)
لكن ذكره الطيب سيبقى في قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة.
واختلف في سنة وفاته: فقد ذكر خليفة بن خياط أن وفاته كانت سنة 57 هـ، وكذا نقل البخاري وفاته عن هشام بن عروة، وتردد ابن حبان، فذكر أن وفاته كانت سنة 57
(1) صحيح لغيره. أخرجه أحمد (7914)، والبيهقي من طريق يزيد بن هارون، أحمد (10137) من طريق يحيى بن سعيد القطان وحجاج بن محمد المصيصى، وأحمد (10493) من طريق محمد عبد الله بن الزبير، وأبو داود الطيالسي (2336)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (4/ 444)، والنسائي (4/ 40) وفي الكبرى (2035) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان (3111)، من طريق يحيى بن آدم، وابن سعد في الطبقات (4/ 338)، من طريق معن بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل بن فديك، ويزيد بن عمرو كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة رضي الله عنه به. وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران قال الذهبي: صدوق، وأخرج له مسلم في الصحيح. . . .. .، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو عند البخاري (1380) ولفظه قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا وُضِعَتْ الجنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ؛ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا ويلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ".
(2)
صحيح. أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 339)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 384، 385) من طريق معن بن عيسى عن مالك بن أنس عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه به.