الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حِينَ يَنْسَوْنَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في حَدِيثٍ يحدِّثُهُ:"إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِىَ مقالتي هَذِهِ، ثُمَّ يَجْمَعَ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ إِلَّا وَعَى مَا أَقُولُ". فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ، حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقَالتَهُ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَمَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم تِلْكَ مِنْ شيء. (1)
وفي هذا فضيلة ظاهرة لأبي هريرة رضي الله عنه، ومعجزة واضحة من علامات النبوة؛ لأن النسيان من لوازم الإنسان، وقد اعترف أبو هريرة رضي الله عنه بأنه كان يكثر منه ثم تخلف عنه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم. (2)
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادعوا.
فدعوت أنا وصاحبي، وأمَّن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي، وأسألك علما لا يُنسى فأمَّن النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: ونحن كذلك يا رسول الله. فقال: سبقكما الغلام الدوسي. (3)
الوجه الثالث: حرصه على العلم، ودعوة الناس إليه، وكثرة سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك
.
لما كانت الأسئلة كما قيل: مفاتيح العلم؛ فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان من المكثرين لها الجريئين عليها، إذ كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يرى أنه محتاج للسؤال، طلبًا للعلم، واستزادة للمعرفة من نبعها الصافي، ومصدرها الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قلت يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ ظنَنْتُ يَا أبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ. (4)
(1) البخاري (2047). مسلم (2492).
(2)
فتح الباري لابن حجر (1/ 215).
(3)
أخرجه النسائي في الكبرى (5870) من طريق الفضل بن العلاء. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 508 من طريق حماد بن شعيب. كلاهما (الفضل، وحماد) عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه أنه أخبره أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد. . الحديث. قال ابن حجر: سند النسائي جيد. الإصابة 7/ 438.
(4)
البخاري (99).